السلطة الرابعة : لؤي عبد الهادي.. بشار الأسد يدشّن قصره في موسكو قبل الرحيل !

السلطة الرابعة : لؤي عبد الهادي.. بشار الأسد يدشّن قصره في موسكو قبل الرحيل !

لا نأتي بجديد إن قلنا أن التدخل الروسي الأخير لدعم نظام الأسد كان بمثابة ما يُعرف بعملية الإنعاش المتقدم للحفاظ على بنية النظام الهشة أو إطالة عمره على أقل تقدير ريثما يتم إجراء الترتيبات الدولية اللازمة لبدء المرحلة الانتقالية بعدما فشلت كل محاولات الحلفاء سابقاً بأن يُحدِثَ الإنعاش الابتدائي لجسد النظام المتآكل شيئاً ما على الأرض أملاً بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

بشار الأسد في موسكو وحيداً إلا من مترجمه الخاص ودون أيٍّ من مرافقيه كما المعتاد وبعد أكثر من أربع سنوات على العزلة الدولية هو ما كان العنوان الأبرز الذي اجتاح الصحف العالمية ووكالات الأنباء الدولية، وبرغمِ أن الزيارة كانت بشكلٍ مفاجئ دون الإعلان عنها وربما قد تمت تحت الأضواء الكاشفة ولم تستغرق ساعاتٍ قليلة إلا أنها كانت بارقة أملٍ لدى مؤيدي الأسد بنصرٍ مزعوم كثيراً ما وُعِدوا بتحقيقه منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في آذار مارس من العام 2011 .

أن هذه الزيارة ستكون بداية الطريق لردّ الاعتبار للنظام المعزول في دمشق وإعادة العلاقات الدولية والدبلوماسية معه بشكلٍ تدريجي بعد فشل أمريكا وبقية دول الاتحاد الأوروبي مع حلفائهم العرب بإكمال نسجِ خيوط المؤامرة الكونية ضده قبل أن تعود خيبة الأمل لتحجز مساحةً واسعةً لها في قرارة نفوسهم، بارقةُ الأمل ذاتها وإن اختلفت النتيجة التي ستوصلُ إليها في نهاية المطاف هي ما خلقت هاجساً كبيراً لدى معارضي نظام الأسد وكثيرٍ من المحللين والمراقبين للمشهد السوري بأنها الزيارة الأخيرة لبشار الأسد إلى موسكو.

وربما اللقاء الأخير بينه وبين بوتين الذي يهدف من وراء استدعاء بشار الأسد شخصياً إلى الكرملين وليس وفده كما العتاد إلى إبلاغ الأخير بأن بقائه على سدة الرئاسة في دمشق لم يعد ممكناً وأن عليه الرضوخ والتسليم لما سينتج قريباً من تفاهمات وتسويات بين دول القرار .

سيما مع ارتفاع نبرة التصريحات التركية القطرية والسعودية على حدٍ سواء عن تدخل عسكري مرتقب في سوريا وهو ما أعلنه صراحةً وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية بأن قد تتدخل عسكرياً في سوريا ” إذا اقتضت المسألة” بالتعاون مع تركيا والسعودية، فهل ذهب بشار الأسد ليدشّن قصره في موسكو بعد أن فشلت آخر ورقةٍ تبجّح بها لإعادة هيبته وردِ ولو جزءٍ يسير من اعتباره بإحراز أي تقدمٍ هنا أو هناك وهي التدخل الروسي الذي تخطى يومه العشرين دون أي تقدمٍ يُحسب للميليشيات المقاتلة الداعمة لنظام الأسد بل على العكس تضاعفت الخسائر وتوالت الهزائم ليبقى مصير الأسد ونظامه وتوقيتُ رحيله لغزاً ستُفصح عنه الأيام القادمة لا محالة.

10347067_397333903749828_6574689106597988708_n

السلطة الرابعة :  لؤي عبد الهادي . اعلامي سوري

شارك