
السلطة الرابعة : أحمد رياض غنام .. فيينا والتحالفات المرافقة !
لم يكن مفاجئاً هذا الموقف المتشدد من قبل وزير الخارجية السعودي والذي لوح في حال فشل الجهود الساعية لحل سياسي ينتهي بخروج الأسد من المعادلة السياسية بمافيها إنعدام اي دور له خلال المرحلة الإنتقالية .
وذلك بممارسة الضغوط العسكرية ومن خلال قوى الثورة من اجل تعديل ميزان القوى لصالحها وإجبار الراعي الروسي لتبديل موقفه في المستقبل . خاصة وان الروسي يستشعر خطر الإنزلاق في المستنقع السوري .
وتعتبر هذه المواقف من ادوات العمل الدبلوماس قبل الدخول في اي مفاوضات ذات طابع جدي ومصيري بالنسبة لكافة الأطراف المنخرطة في الصراع او المتأثرة به بشكل سلبي .
ودخول إيران على خط المفاوضات يعبر عن مدى جدية المجتمع الدولي للوصول لتسوية ترضي كافة الأطراف . وبذات الوقت يعتبر التواجد الإيراني في المفاوضات مصلحة روسية وأسدية على حد سواء.
وذلك من اجل عدم ترك الجانب السعودي والحلف الآخذ في التشكل والمتوزع بين بعض الدول الغربية القوية وتركيا وقطر في ان تفرض رؤيتها للحل وكيفية وشكل المرحلة الإنتقالية وطبيعة المرجعية الدولية وشكل الضمانات المتوقعة .
نحن امام محادثات قوية وندية وتكاد نتائجها ان تكون محسومة في هذه المرحلة . من حيث الرفض الروسي الإيراني لتنحي الأسد بشكل فوري وقبل المرحلة الإنتقالية مدعومين بموقف مصري بذات التوجه .
وسيكون الحديث عن الجدول الزمني لرحيل الأسد هو الأكثر صعوبة لدى جميع الأطراف , والإيراني لن يقدم اي شيئ للسعودي وكذلك الروسي ولاشك ان مفاوضات فيينا محكومة بالفشل فالسقوف المرتفعة لأي طرف تترجمها قوته على الأرض ,ولاأظن اننا امام إختراقات ميدانية بارزة ومؤثرة . والمرحلة الإنتقالية محكومة بتوافق إقليمي ودولي غير متوفر حتى هذه اللحظة .
ومجمل العملية السياسية تتوقف على كيفية التسليم والإستلام ودون إحداث فراغ سياسي . وبذات الوقت كيف يمكن إبعاد القوى الإسلامية المسلحة عن الحكم وعدم الهيمنة عبر ممثليها في المعارضة . ومن هى القوى الديمقراطية القادرة على إدارة البلاد مع اطراف فاعلة ومؤثرة في النظام الأسدي .؟ تعقيدات كبيرة تحول دون التوصل لتفاهمات تنهي المحرقة فهناك اكثر من ملف مرتبط بالشأن السوري .
ونهاية الأسد في دمشق هو نهاية لإيران في لبنان واليمن والبحرين مع ضعف وعدم قدرة على السيطرة في العراق . وإيران ليست في معرض تقديم اي تنازل في الملف السوري , والروسي لم يكن يملك اي خارطة طريق للحل في سورية . وإنما جملة من الأفكار ستستهلكها هزائمه العسكرية مع مرور الوقت . ولكن هذا لايمنع من ان الكارثة السورية تأخذ مساراً جدياً لإيجاد مخارج لها وفي حال عدم النجاح فإن التقسيم هو العنوان الرئيسي للمرحلة القادمة …. والفشل في العملية السياسية سيعطي الضوء الأخضر للتقسيم المحتمل ..
السلطة الرابعة : فيينا : أحمد رياض غنام