السلطة الرابعة :مسؤول تركي رفيع: لا توجد “عاصفة حزم” في سوريا والمنطقة مقبلة على “سايكس بيكو” !

السلطة الرابعة :مسؤول تركي رفيع: لا توجد “عاصفة حزم” في سوريا والمنطقة مقبلة على “سايكس بيكو” !

الحدود التي كانت مرسومة بين الدول لم تكن حدود لها خلفية تاريخية، وأن العراق حالياً ينقسم 3 أقسام، وليبيا قسمين، واليمن كذلك، ومصر سياسيا مقسمة إلى قسمين، وسوريا إلى عشرات الأجزاء، فيما الجزائر وتونس حاليا مستقرة نسبيا

نفى نعمان قورطولموش نائب رئيس الوزراء التركي أن يكون هناك عمل عسكري مرتقب ضد نظام الأسد في سوريا، معتبراً أن الشرق الأوسط مقبل على ما أسماه «سايكس بيكو» جديدة، شبيهة بالاتفاقية التي قسمت حدود الدول بعد الحرب العالمية الأولى قبل مئة عام.
وقال نائب داود أوغلو، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركية، الثلاثاء: «المنطقة في الشرق الأوسط مقبلة على تقسيم جديد كتقسيم سايكس بيكو، التي رسمت بالمساطر حدود الدول بعد الحرب العالمية الأولى قبل نحو مئة عام»، على حد تعبيره.
وأضاف: «الحدود التي كانت مرسومة بين الدول لم تكن حدود لها خلفية تاريخية، وأن العراق حالياً ينقسم 3 أقسام، وليبيا قسمين، واليمن كذلك، ومصر سياسيا مقسمة إلى قسمين، وسوريا إلى عشرات الأجزاء، فيما الجزائر وتونس حاليا مستقرة نسبيا». مشدداً على «أهمية دور المثقفين في البلاد العربية على لعب دور في كشف هذا الأمر والتنبيه له، والعمل لإيجاد حلول سياسية للمنطقة دون تدهورها أكثر».
ونفي المسؤول التركي أي «معلومات حول تدخل عسكري مرتقب في سوريا أو «عاصفة حزم» جديدة بشكل كلي»، مبينا أن «كل ما قالته تركيا من قبل حيال الأزمة السورية ظهرت نتائجه لاحقا، حيث تستضيف حاليا مليوني لاجئ وصرفت الدولة التركية 5.6 مليار دولار عليهم».
ومع تحسن العلاقات بين السعودية وتركيا وقطر بعد تولي الملك سلمان سدة الحكم، وإطلاق «عاصفة الحزم» ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، تزايد الحديث والتكهنات عن إمكانية قيام هذه الدول بعمل عسكري في سوريا لإسقاط نظام الأسد.
وقبل أيام، أكد قيادي في الجيش السوري الحر أن رؤى السعودية وقطر وتركيا توحدت نحو مبدأ دعم المعارضة السورية، نافياً أن تكون هذه الأطراف قد بدأت بخطوات عملية فعلية بهذا الاتجاه، واعداً بأن يكون هذا الصيف «حارا جداً» على الأسد، بحسب وصفه.
وقال لـ «القـــدس العربي»: «أهم ما تم الاتفاق عليه بين تركيا والسعودية وقطر هو توحيد الرؤى اتجــــاه مبدأ دعم الثورة السورية، وعلى الرغم من أن الأمر لم يتحول بعد لدعم عسكري مباشر أو خطة واضحة للدعم، لكن مبدأ توحيد الرؤى هو مهم جداً وستظهر نتائجه لاحقاً».
وانتقد قورطولموش «مواقف الدول الغربية والإسلامية التي تأتي إلى تركيا وتثني عليها وعلى عملها تجاه السوريين دون أن تبادر بأي دعم لهم»، مؤكدا أن «تعاملهم مع الأزمة غير كاف، وعليهم تحمل مسؤوليات أكبر تجاه اللاجئين السوريين، ضاربا مثال هروب السوريين من مدينة عين العرب العام الماضي إبان الاحتجاجات، حيث وصل في 3 أيام نحو مئتي ألف شخص، وهو أكثر مما قبله كل دول العالم من اللاجئين السوريين في عام واحد».
وعن رؤية بلاده للحل في سوريا، أوضح المسؤول التركي أنه «يجب قيام نظام ديمقراطي ورحيل نظام الأسد الديكتاتوري»، مرجعا عدم رحيل النظام حتى الآن «لغياب الرؤية الدولية الواضحة لدعم المعارضة المقبولة، حيث سبق وتعهدت دول بدعمها ولكنها تخلفت عن ذلك، لذا يجب رحيل الأسد وبدء عملية انتقالية».
وأكد أن «ظهور داعش الإرهابي كان عاملا إضافيا قلل فرص الحل في سوريا، ورغم أن التنظيم لا يقل عن نظام الأسد في القتل والظلم والعدوان، لا بد أن يتشكل نظام حكم في البلاد يمثل رغبة السوريين بدعم وضغظ دوليين».
وفيما يتعلق بالملف المصري أفاد بأن «تركيا عانت من الانقلابات من قبل وكلها لم تنجح، والذي نجــــح هو إرادة الشعب فقط، وفي مصر حاليا هناك قرارات إعدام طالت رئيسا منتخبا، مبديا خشيته من أن تُغرق دماء الإعدام النظام الحاكم هناك».

إسماعيل جمال: القدس العربي

شارك