
السلطة الرابعة : كلام مهم للدكتور يحيى العريضي ..{ من المستفيد من كلام الجولاني؟ }
في الاسبوع الأخير من 2013 أجرت قناة الجزيرة لقاءاً مع الجولاني كتبتُ فيه مقالين: اولهما ” ما لم يقله الجولاني اخطر من الذي قاله ” والثاني : “هناك اسئلة لا بد للجولاني أن يجيب عليها”. المقالان نُشرا في موقع /كلنا شركاء/ بتاريخ 25 و29 / 12 / 2013. تعرّض المقالان وقتها إلى وابل من النقد الذي وصل إلى حدود التجريح نصرة للجولاني؛ وأتوقع ان مصدر ذلك كان النظام الذي لم يخدم حملته الدعائية المسعورة أحد أو أي قوة ( بانه يقاتل القاعدة وإرهابها) بقدر ما خدمه حديث الجولاني الذي ثبّت له مقولاته الادعائية. أطل الجولاني علينا بالامس وكرر وثبّت ما قلناه. لقد خدم مقولة النظام بانه (يحارب القاعدة) ثانية؛ وكما يقال / بعظمة لسانه /أو شهد شاهد من أهله.
ليس نقداً أو تجريحاً أو إساءةً أو كفراً أو وقوفاً في وجه أحد؛ ولكن ما أتى في حديث الجولاني أثار المزيد من الأسئلة التي طالبناه بأجوبة عليها في مقابلته السابقة. ومن بين تلك الأسئلة التي على السوريين الآن أن يتمترسوا عندها ويحسموا أمرهم تجاهها ولا يقبلوا الا ان يحصلوا على أجوبة لها ما يلي:
* هل تبيان ان السوريين مغرمون بالقاعدة- سيدة الجولاني- يفيد السوريين اعلاميا على الصعيد الداخلي و العالمي؟
* هل يريد السوريون أن يُصَنفوا مع القاعدة؟ إن كان هذا قرارهم ، فليحزموا أمرهم، وليتحملوا تبعات ذلك. وليتذكروا ان ذلك يسرّ نظام الاستبداد الذي يقاومونه. ويبرر له بطشه بحكم ان الجهة التي يقاتلها هي القاعدة الموصوفة إرهابياً على الصعيد العالمي.
* إذا كنا نبحث عن أي قشةٍ نتمسك بها لتساعدنا في الخلاص من الاستبداد؛ فهل وجدنا القشة المناسبة؟ افهم ان يستعين السوريين؛ حتى بالشيطان للخلاص من شيطان أكثر إجراماً؛ ولكن ان تكون قشة نجاتهم ليست إلا من اتخذ العالم قرارا بمحاربتها، فهذا لا ينصر قضية، ولا ينجّي من مصاب.
* عندما يصف الجولاني النظام بالاجرام، فهل يضير الأسد بان تصفه بالاجرام؟ من قال إن الأسد لا يبحث عن هكذا توصيف من أجل رفع معنويات قطيعه؟!
* ألا يريح الأسد معنويا أنه يسمع من يقول بأن نظامه ينسق مع التحالف الدولي؟! ألم يسعى النظام لإعلان ذلك، ولم يلق نجاحاً؛ ولم يصدقه أحد؟! وإذا كان الجولاني يقدم له ذلك على صحن من ذهب، فأي خدمة لاهل سورية المتعبين الموجوعين يقدمها السيد جولاني؟!
* ألم يقل ناطقون باسم حزب الله إنه لولا حزب الله لسقط النظام ؛ ليكون ذلك ضربة معنوية للاسد وعصاباته؟ فما معنى إذن أن يُظهِر الجولاني ثانوية دعم حزب الله أمام قوة النظام العسكرية ؟!
* عندما يقول وليد المعلم بملء فيه : “روسيا وإيران لن يتخليا عن النظام”؛ هل يختلف الحديث الذي سمعناه من الجولاني عن “جسارة القوة العسكرية للنظام” عن ذلك؟
* لا ندري من يخدم الحديث عن الجزية وإعادة الاخرين عن الكفر!
* هل يريدنا الجولاني ان نصدق ان الاموال تنزل عليه من السماء بقدرة قادر؟
* أويظن الجولاني عندما يتحدث عن بعض الاعمال والتجارة، لبعض الاخوان، أن السوريين لا يعرفون بانه كالنظام يتاجر بلقمة عيشهم ومصيرهم؟! فمن يسيطر على تجارة الطحين في المناطق التي يتواجد فيها السيد جولاني؟
* أوليست مطاحنته مع داعش لاسباب اقتصادية بحتة؟
* وهل يعتقد ان كلامه كان مقنعا عندما تحدث عن عدم وجود أي جهة خارجية ممولة؟
* ألا تجعلنا المنافع التي جناها النظام من هكذا حديث مدفوعة الأجر من المستفيد؟!
* هل ضروري لمن يريد مقاومة الاستبداد ويعيد الناس الى عبادة الله أن يخفي وجهه؟
ألا يخشى السيد جولاني- الذي كان سجيناً لدى النظام – أن يخرج النظام بصورة له وينسف له حالة ” الصصبنس ” والهالة التي يحاول إضفاؤها على نفسه؛ أم أن أحمد منصور سيقدمه لنا وجهاً صريحاً في الحلقة القادمة؟
هناك من يريدنا ان نخرس وكاننا نريد استبدال حالة استبداد بحالة أكثر استبداداً!
في المحصلة؛ ولو كانت معاناة السوري قد تزيد، فإن حالة الانكشاف هذه قد تخفف من مرارته واوجاعه المستقبلية .
السلطة الرابعة : الدكتور يحيى العريضي : كلنا شركاء