
السلطة الرابعة : بيان هــــــــام … من اتحاد الديمقراطيين السوريين !
تتصاعد بصورة يومية هجمات ” داعش” على امتداد المنطقة العربية: من العراق إلى الكويت فالمملكة العربية السعودية وصولا إلى مصر فليبيا فتونس فالجزائر، وتتجاوز الهجمات منطقتنا إلى افريقيا: من مالي إلى نيجيريا مرورا بدول عديدة أخرى.
ومع كل هجوم تمارس انواع مبتكرة من الهمجية ، ويقتل مدنيون آمنون لم يكونوا بالأمس وليسوا اليوم طرفا في أي صراع ، تزداد اعداهم بوتيرة مرعبة حتى ليصح القول: إن قتلهم شيبا وشبانا هو الهدف ، وتهجيرهم النتيجة المطلوب بلوغها ، ورفع غطاء الأمان عنهم هو مقصد كل مسلح داعشي أو متطرف يعيث اليوم فسادا في بلداننا ، المنكوبة بأعداد منهم تتدفق عليها من قرابة ثمانين دولة ، ما غزوها إلا لينشطوا فيها كقتلة محترفين ، وما الغوا وجودها كدولة إلا للتنفيس عن احقادهم الدفينة ضد بني الإنسان ، ولترجمتها إلى قتل وتهجير ودمار لا يوفر بشرا أو حجر .
البارحة، قامت “داعش” بارتكاب جرائم واعمال قتل وحشية متزامنة في الكويت وتونس وفرنسا، في تطور يتسم بخطورة فائقة، تؤكد فشل النظرية التي تبنتها واشنطن حيالها، ورأت فيها حركة تشبه طالبان، هي في نهاية كل حساب “دولة” تهمها شؤونها الداخلية والمحلية، من غير الجائز الضغط عليها إلى الحد الذي يحولها إلى تنظيم خارجي النشاط والتوجه يشبه تنظيم القاعدة، فيقع الغرب والعالم عندئذ في ورطة طرفها الآخر تنظيم إرهابي من الصعب القضاء عليه. البارحة ، اثبتت داعش انها ليست ” دولة” ، بل تنظيم قاعدة جديد ، بد أنه أخطر بكثير من قاعدة بن لادن ، لما يمتلكه من قدرات لم يسبق أن امتلك مثيلا لها أي تنظيم ارهابي آخر ، سريا كان أم علنيا ، كما اثبتت أن الغرب غارق فعليا في الورطة ، التي اراد تحاشيها، وأن التنظيم الإرهابي عازم علي مقاتلته وقادر على ضربه ، وان سياسات واشنطن حياله فاشلة ، وإذا كانت قد نجحت في شيء فهو تحويله من منظمة طالبانية إلى تنظيم قاعدي يمتلك قدرات هائلة ، له من الخطورة على منطقتنا العربية ما يهدد باقتلاع دولها من جذورها، وبقلب حياة شعوبها إلى جحيم لا يطاق ، والدليل ما جري في مدينة “عين العرب كوباني- ـ بالأمس ، عندما اقتحم مجرمو التنظيم المدينة المنكوبة ، وقتلوا وجرحوا المئات من مواطناتها ومواطنيها العزل لمجرد انهم “كرد” ، وقاموا قبل ذلك بطرد “كرد” مدينة الرقة من بيوتهم وديارهم للسبب عينه ، في حين قتلوا مواطنين كويتيين لأنهم شيعة ، وأجانب وتونسيين لمجرد انهم بشر.
لن تكون المعركة ضد ” داعش” واخواتها بسيطة أو قليلة التكلفة ، وسيكون مواطنونا ضحاياها قبل أي احد آخر في عالمنا، لذلك يجب ان ندعم أية معركة دولية آو محلية ضدها ، وأن نعتبرها والنظام طرفا واحدا علينا مقاتلتها كما نقاتله، وإضعافها كما نضعفه ، وعلينا أن نرى في أية جرائم ترتكبها ضد أي مواطن أو موقع خدمة له، وأن نحشد كل طاقاتنا وقوانا السياسية والمسلحة ضدها ، ونقيم تحالفات فاعلة مع جميع القوى التي تعمل لكسر شوكتها ومن أجل انتصار الحرية في بلادنا والعالم العربي، انطلاقا من معيار وحيد هو عداؤها للإرهاب وتصميمها على إقامة نظام وطني يحصن بلداننا وشعوبنا ضد همجية نظم الاستبداد القائم ، والإرهاب الراهن والقادم .
نحن أمام لحظة مفصلية تصعب المبالغة في خطورتها على كل سورية وسوري، لا سيما وأن وطننا تحول بفضل النظام وداعش ساحة تتصارع فيها انواع من الإرهاب تتخطى جرائمها، بين يوم ويوم، كل ما سبق ان تعرضنا له من فظاعات مروعة، نجح أصحابها ومن خططوا لها في دفع مجتمعنا ودولتنا إلى قاع الهاوية.
السلطة الرابعة : غازي عينتاب في ٢٧ حزيران ٢٠١٥ رئاسة اتحاد الديمقراطيين السوريين