السلطة الرابعة : سمير متيني . عـــرباً وكـــورد .. أنا مواطن سوري وهذه هويتي !
المشاكل العالقة لاتعالج بدفنها في التراب, من الواضح ان هناك تراكمات كبيرة في سوريا زرعتها الانظمة القومية لعقود طوال وهذا يتضح من خلال السجالات و التعليقات والمزاج العام عبر صفحات التواصل بين العرب والكورد .
للتنويه: القوميون الكورد ليسوا افضل حالاً من القوميين العرب لكن الاخوة العرب هم اكثرية والكبير يستوعب الجميع , لاداعي ان نذكر الجميع ان الكورد من الاكثرية الدينية والمذهبية فهم شعب مسلم 90% هم ابناء السنة , لماذا نقول هذا هنا نقوله , كون “البعض “اصبح يتكلم بالمذهبية في هذه الايام ,من هنا نقول للجميع لن تنتصر سوريا ولن تكون قوية الا بعربها وكوردها وكل أهلها على مختلف قومياتهم ومذاهبهم واختلاف مشاربهم .
قد يعتب البعض لفتح مثل تلك الحوارات التي تجسد الواقع المرير وتضع الجميع امام المشاكل العالقة و البعض الاخر قال ردا على ما نشر سابقا ” الكورد ليسوا اعدائكم ايها القوميون العرب وتعالوا لنسألكم لو كان حاكم سوريا ” كوردي ” سوري هل كان سيفعل في سوريا والشعب السوري كما فعل بشار الاسد ” العربي ” السوري ؟
جائت الردود ان ” بشار ليس عربي”! هنا نسأل, بثينة شعبان ووليد المعلم والفريج واركان النظام ومئات الالاف من العسكر والامن اليسوا عرباً بأغلبيتهم !؟
من هنا نقول مشكلتنا مع نظام دمر فكر المواطن والوطن وزرع الفتنة بين افراد الشعب السوري الواحد ,التعليقات والردود الحاصلة في الايام الاخيرة بين العرب والكورد خير دليل على حجم الكارثة السورية .
اقول للجميع بمحبة شديدة عرباً وكورد, لن تحل المشاكل في سوريا مالم توضع على الطاولة وتناقش بجدية وحسن نوايا, لتحل بعدالة ومساواة لتصفىة القلوب,
الكورد اخوتكم أيها العرب , والعرب اخوة الكورد ,انتم ابناء بلد واحد, الكلمة الطيبة وتغليب حب الوطن هو مفتاح الحل للجميع , نعم هناك احزاب ومليشيات كوردية تحالفت مع الاسد لاغراض سياسية , وهناك ايضا عشرات الاحزاب و مئات الالاف من العرب تحالفوا مع الاسد وشاركوه بما حصل في سوريا .
من هنا نقول انه لايحق لاحد ان يتهم الاخر ويخون الاخر فالتاريخ سجل ويسجل مافعله الجميع وهذا لايخفى على احد .
نحن نحارب نظام فاسد له ادوات وازلام وجنود ومخبرين وحلفاء , وللحق اقول الكورد شعب طيب وعريق ووطني ومظلوم مخلص وشجاع ,حرم من ادنى حقوقه في وقت صمت فيه الجميع , وكذلك العرب يملكون نفس الصفات الطيبة وتعرضوا لنفس الظلم والقمع .
اخوتي العرب, بالكلمة الطيبة ستكسبون الكورد في صفكم, وايضا اقول للاخوة الكورد, العرب اخوتكم والتعليقات المسيئة بحقكم من قبل ” البعض ” لاتعبر عن رأي الشعب السوري ,وانتم ايضاً ايها الكورد ابتعدوا عن الكلام القاسي والجارح وردود الافعال القاسية, وقولوا كلاماً طيباً لاخوانكم العرب .
غلبوا حسن النوايا واعملوا على وحدة الصف, فالعالم لايريد لكم الخير وكل الدول تبحث عن مصالحها ولن يفيدكم إلا ابناء بلدكم وأهلكم السوريين.
من هنا يجب علينا ان تستفيد ونتعلم من تجارب الشعوب التي سبقتنا وتحاربت وانقسمت وخسرت الكثير وادركت بعد زمن طويل وتضحيات كبيرة ان وحدة الشعب بكل قومياته هو مصدر القوة والتقدم ,ولكم في أوربا امثولة حية .
ان التجربة المريرة التي عاشتها وتعيشها سوريا يجب ان تجلعنا اكثر وحدة وتكاتف ومحبة فآهالي سوريا ليس لهم الا ان يكونوا على قلب رجل واحد وأسرة واحدة ويعملوا لمصلحة بلدهم اخوة وشركاء متحابين ,يثقون ببعضهم البعض ويدعمون بعضهم البعض ويواسون بعضهم البعض .
راجعوا خطابكم وحساباتكم ولاتفرقوا بين عربي وكوردي ولا بين دين ومذهب, تكلموا عن المواطنة وعن الانسان السوري .
المواطنة وتغليب الروح الوطنية هو الحل لتكون سوريا قوية ومتماسكة لننقذ مايمكن انقاذه , كلما اسرعنا بتصفية القلوب وغلبنا محبة الوطن وغلببنا حسن النوايا وحب الوطن ,كلما اختصرنا الوقت والمعاناة وقللنا من الخسائر بين افراد الشعب السوري الواحد …
السلطة الرابعة : سمير متيني . اعلامي سوري
