
السلطة الرابعة : محمد عبد الوهاب جسري . داعش . جوكر الغرب الخفي ووهم نجاة الديكتاتوريات !
ليس هناك موضوعاً يستحق البحث في العالم كله أكثر من موضوع الحرب على الإرهاب، فجاذبية الحديث تشد جميع شعوب العالم التي تتطلع إلى العيش بسلام، هكذا، وجد قادة العالم أنفسهم في قمة الأناقة السياسية و هم يتحدثون عن أخطار داعش و الجهود التي يبذلونها لمحاربتها من أجل تجنيب شعوبهم من خطرها القادم لامحالة!!!.
تحدثوا جميعاً عن خطر الدولة الإسلامية الإرهابية في العراق و الشام، و تحدثوا كثيراً دون أن ينسوا الإشادة بسماحة الإسلام الدين الحنيف الذين يحمل كل القيم الإنسانية كما وصفوه!!!!!
لكن زعماء العالم لم يخطر ببالهم أن يتساءلوا من أوجد داعش ؟ ألا يستحق هذا الخطر العظيم الذي يجتمعون لمحاربته أن يتساءلوا من أوجده ؟ ألا يستحق من أوجده عقاباً شديداً ؟ هل سيبقى من أوجد داعش مجهولاً؟ هل سيتجه عامة الناس إلى الإيمان بأن لا أحد أوجدها، ليرجعون سبب ايجادها إلى الله فيميلون أفواجاً للإيمان بها ؟
بكل الجدية أقول أن البلاهة قد سيطرت عليكم أيها القادة، فبسطاء الناس يعلمون أنكم لو أردتم البحث عن من أوجدها لوجدتموه و لعاقبتموه أيضاً، الحقيقة التي يعرفها بسطاء الناس هي أنكم أنتم من أوجدتموها، نعم جميعاً، فلو كانت إحدى الدول بريئة من هذه الفعلة لاستطاعت الصراخ في وجهكم و قالت لكم كفى…. و لو كانت إحدى الدول هي من أوجدتها لحاربتموها بمختلف أنواع الأسلحة، لكنكم أنتم جميعاً شركاء في خلق التنظيم الإرهابي، و هنا يجب أن يفهم القصد من الايجاد و ليس تحميلكم المسؤولية عن نشأتها، بل يأخذ الإيجاد كامل المعنى، أنتم من أوجدتموها.
يعلم بسطاء الناس قبل خبرائهم أن هذه “الدولة” لا تملك مصانع للأسلحة و الذخائر و هي تمتلك و لازالت كل يوم تزود بأحدث الأسلحة. يعلم الناس أن هذه الدولة لا تمتلك مصانع للسيارات و الآليات و هي تمتلك أحدث و أقوى أنواع المركبات و لازالت تزود بها باستمرار.
يعلم الناس أن هذه الدولة لا تمتلك مصانعاً الكترونية لصناعة أجهزة الاتصال و نقل المعلومات، و هي تمتلك أحدثها و لازالت تزود بها. يعلم الناس أن عناصر تنظيم الدولة لا يمكن أن يتغذوا على شرب النفط ، بل يبيعونه و يقبضون ملايين الدولارات يومياً.
يعلم الناس جميعاً أن أقماركم الصناعية تستطيع أن ترى و تسجل كل شيء، و أنكم لو أردتم القضاء على بضعة آلاف من الإرهابيين لاستطعتم خلال أيام. يعلم الناس أن هذه الدولة أضرت بالشعبين السوري و العراقي ضرراً لا حدود له، و أن هذا النوع من نظام الحكم مرفوض من قبل شعوب البلدين، و التاريخ كله يشهد على ذلك، بما فيه تاريخ السنوات الأخيرة رغم الظلم الذي تعرض له العراقيون و رغم بطش الأسد بشعبه.
يعلم الناس أن المستفيد من هذا التنظيم هو أنتم، فقد وجدتم فرصة ليتسرب من بلادكم كل من يحمل فكراً جهادياً فتخلصتم منهم. يعلم الناس أن نظام الأسد هو المستفيد الأكبر من وجود هذه الدولة ولا شي سيثبته في مكانه غير العزف اليومي على لحن الحرب على الإرهاب. و أخيراً يعلم الناس أن هذه الدولة ما هي إلا فقاعة ستذوب في اللحظات التي تلي تخليكم عن دعم الديكتاتوريات، و السماح للشعوب بأن تعيش كم يجب أن تعيش. فكفاكم غشاً، كفاكم بلاهة، لقد أصبحت السخرية منكم و من اجتماعاتكم أقل ما تستحقون.
السلطة الرابعة : محمد عبد الوهاب جسري