السلطة الرابعة : طراد راكان التركاوي … القذافي والأسد وطغيان الأربعين سنة !

السلطة الرابعة : طراد راكان التركاوي … القذافي والأسد وطغيان الأربعين سنة !

 أصبحت بعض الدول العربية تمتلك سجلاً وحشياً وسيئاً في حقوق الإنسان وذلك لما شهدته من إستبداد الحكام وتثبتهم بكراسي الحكم لفترة او عقود طويلة ناهيك عن الطرق الغير شرعية والغير أخلاقية لوصولهم إلى سدة الحكم .

فالزعيم الليبي الراحل أقدم وأعتق حاكم إستبدادي على وجه الأرض، جاء إلى الحكم بإنقلاب عسكري سنة 1969م أسماه حركة الفاتح ، شهدت البلاد الليبية بعد إنقلاب الفاتح إنتهاكات لحرمات الإنسان حيث الإعتقالات التعسفية ، والموت في السجون ، وتعذيب المعتقلين حتى الموت ، ناهيك عن تقييد الحريات العامة وحرية الصحافة والإعلام ، ذهب القذافي بأنتهاكاته الى حد الهزل والجنون عندما رأى وجوهاً إعلامية تتألق فـ أعلن ما سماه الجمهرة استباقاً لطغيانها على صورته في الإذاعة..

والجمهرة هي أن يأتي المواطنيين الى الإذاعة من مختلف أصقاع البلاد، ويطلبون قراءة نشرات الأخبار، وقد قضى الليبيون شهوراً ضاحكين ومتذهلين مما يحدث داخل الإذاعة ، إلى أن أضطر إلى إلغائها بعد ما كَثرت الأخطاء والأغلاط اللفظية، حيث أن الأخبار كانت تبث على الهواء مباشرة . حُكم القذافي يعد من أكثر الأنظمة إستبداداً و إنتهاكاً لحقوق الإنسان وتقيد الحريات العامة وينطبق عليه تماماً قول السياسي الإنجليزي جون أكتون إن السلطة عادة ما تنجح الفساد، إلا ان السلطة المطلقة هي التي تفسد بشكل مطلق ، وفعلاً هذا ما كان يحصل في ليبيا ، لم يكن لرأي أن يعلو فوق رأي القدافي ، بل كان لا أحد يجرأ على ان يبدي برأيه ، فالرأي كان ما يراه العقيد فقط .

أستمر طغيان القذافي إلى أن جاءت ثورة فبراير ، إندلعت يوم الخميس فيما سمي ( بيوم الغضب ) ١٧!فبراير من عام 2011 أنهت حكم الأربعين عام من الإستبداد والطغيان .

أيضاً في سوريا لا تختلف إنتهاكات القذافي عن إنتهاكات النظام السوري من أل الأسد، في عهد الراحل حافظ الأسد، والذي حكم سوريا طيلة 40 عاماً شهدت تغيب كامل للداخل السوري ، تغييبه عن السياسة وممارستها في شتى أشكالها ، مارس نظام أل الأسد أشد أنواع البطش الوحشي والهمجي الذي أدق ما يوصف بتصرف حيواني ، مارس الأب سياسة التخويف والترهيب بين صفوف المجتمع المدني السوري صادر الحريات ، صادر الصحافة ، صادر دور النشر ، جعل كل ما يتنفس في سوريا ملك لعائلة واحدة وهي أل الأسد..

عندما شهدت حماة السورية إنتفاضة شعبية قام بدكها دون رحمة وأمر بتدميرها وسحقها عن بكرة أبيها وكان قائد الحملة رفعت الأسد شقيق حافظ الأسد، الذي قتل من المدنين مما يزيد عن 30,000 مدني حسب تقديرات منظمات حقوق الإنسان ، وكذلك دمر أجزاء من مدينة حلب ومناطق أخرى مثل جسر الشغور. شن النظام في السنوات اللاحقة حملة اعتقالات ضخمة في جميع أنحاء البلاد.

مارس سياسة تعذيب السجناء حتى الموت أعتقل كل المعارضين المحتملين والسياسين ، مارس سياسة إختفاء السجناء حتى اليوم لا يعرف عنهم أي أثر ، مما أدى إلى خمود تلك الإنتفاضة السورية الحموية ، بسبب التعتيم الإعلامي والسلطوي للنظام ، حاول النظام دب الرعب في قلوب كل من يحاول أن يعارضه بالفكر والإنتفاضة الشعبية . ظلت ممارسات نظام حافظ الاسد مستمرة على نهج واحد وهي القمع والإستبداد وإنتهاك حقوق الإنسان إلى أن مات سنة 2000 م .

وصل الرئيس بشار الأسد إلى الحكم خلفا لأبيه حافظ عام 2000 في سابقة لم تشهدها الدول العربية في نظام الحكم الجمهوري، حيث تم تعديل الدستور في 15 دقيقة ليناسب عمر بشار ويتمكن من حكم سوريا إستمراراً في نفس نهج أبيه القمعي، ونفس أجهزة المخابرات وأجهزة الدولة التي مارست الفساد مادياً وأخلاقياً وإنسانياً وإجتماعياً .

إلى أن قامت ثورة الحرية ثورة الكرامة ثورة الأحرار في أذار عام 2011 م ضد القمع والفساد، وكبت الحريات العامة في تحدٍ غير مسبوق لحكم أل الأسد، منذ 40 عام فأندلعت شرارة الثورة في أنحاء سوريا، وأستمرت بالتمدد أسبوعاً بعد أسبوع، وشهدت القمع الدامي والوحشي من قبل النظام الى هذه اللحظة.

السلطة الرابعة : طراد راكان التركاوي 

11178414_1612082352367279_637980699_n

تنويه : مقالات الرأي تعبر عن رأي وفكر كاتب المقال , ولاتعبر بالضرورة عن رأي ” السلطة الرابعة “

شارك