
السلطة الرابعة : الغوطة الشرقية تنعي أحد ابرز قادتها السلميين.. ” أبو مرشد ” رحمك الله .
بعد فترة طويلة من هدوء جبهة مدينة حرستا واعتبارها مدينة آمنة للكثير من العوائل التي نزحت من مدن وبلدات الغوطة الشرقية والتي تتعرض بشكل يومي للقصف الجوي والمدفعي , نفذت طائرات النظام ظهر اليوم ما يزيد عن خمس غارات جوية استهدفت أحياء مكتظة بالمدنيين سببت دماراً كبيراً وأودت بحياة أكثر من عشرة أشخاص بالإضافة لعدد كبير من الجرحى أكثرهم أطفال ومن بين الذين قضوا إثر هذه الغارات شخص عرف على مدى خمس سنوات بشجاعته وحكمته .
محمود مرشد المدلل ” أبو مرشد “
أحد أبرز وجوه الحراك السلمي المدني في الغوطة الشرقية ومن أوائل المنتفضين سلمياً في وجه النظام في مظاهرات مدينة دوما ,ومن المحرضين المعروفين للمظاهرات السلمية اليومية في الغوطة الشرقية من أول الثورة .
بعد أيام على انطلاق الاحتجاجات في مدينة حرستا قام بتشكيل مجلس قيادة للحراك السلمي في المدينة تحت إشرافه ومع توسع رقعة الاحتجاجات وزيادة القبضة الأمنية القمعية في الغوطة الشرقية , بدأ أبو مرشد ونخبة من الناشطين بتشكيل أول كيان ثوري سلمي في دمشق وريفها ليقود الحراك الشعبي في الغوطة الشرقية وأطلق عليه اسم ” تجمع أحرار ثورة الكرامة ”
امتد هذا التجمع ليشمل ما يزيد عن 25 منطقة في الغوطتين الشرقية والغربية , إضافة لبعض الأحياء الدمشقية التي كانت ترفع نفس اللافتات وتهتف نفس الهتافات في مظاهرات يوم الجمعة .
وكان أبو مرشد ممثل مدينة حرستا في هذا التجمع الثوري ثم انتخب ليكون رئيس المكتب السياسي للتجمع
كاملاً .
لم يكتفي أبو مرشد بالحراك داخل الغوطة الشرقية إلى أن قام وخطط بالاشتراك مع ناشطين ومتظاهرين بعدة مظاهرات سلمية داخل مدينة دمشق وكانت حينها تعرف بالمظاهرات الطيارة .
كما خطط ورفاقه لعدة اعتصامات كان من المفترض أن تحدث داخل العاصمة لكنها بائت بالفشل بسبب الطوق الامني الكبير .
لم يغب يوماً عن أية مظاهرة و كان يقوم بنفسه بتصوير المظاهرات رغم وجود فريق اعلامي كبير في المدينة والاحتفاظ بها بأرشيفه الخاص .
كما أنه وقف مرارا و تكراراً ليمنع شباب الغوطة من الرد على قوات الامن التي قمعت المظاهرات السلمية بالسلاح منذ بداية الحراك الثوري رافضا عسكرة الثورة واستخدام السلاح إلى أن خرج الموضوع عن السيطرة وتم تشكيل الجيش الحر في المدينة خصوصاً والغوطة عموماً .
وبعد معركة حرستا الكبرى ونزوح الناس بقي ومن معه صامدين داخل المدينة ,وقاموا بتشكيل المجلس المحلي وانتخب أبو مرشد رئيساً للمجلس لدورتين متتاليتين , ثم عُين في الدورة الثالثة كمشرف في المجلس وايام مضت ليستشهد ابنه البكر مرشد أحد اعضاء المكتب الاعلامي في المدينة إثر قصف مدفعي استهدف غرب مدينة حرستا في الأشهر الأخيرة من عام 2012 .
لم يتوقف أبو مرشد عن الاستمرار بثورته رغم استشهاد ابنه واصابة أخيه الأصغر وخروجه من الغوطة للعلاج ,واستمر في حراكه المدني لتوحيد القوى المدنية في الغوطة وإيصال صوتها ورفع علم الثورة.
وقد وقفت عدة فصائل في وجه ابو مرشد ورفاقه لإسكات الصوت المدني الثائر إلا أن محاولاتهم بائت بالفشل لوجود اناس مثل ابو مرشد حاربوا لرفع علم الثورة وتفعيل الدور المدني في هذه الحرب الطاحنة .
أبو مرشد اليوم شهيدا جميلا يغادر الحراك السلمي الذي حافظ عليه لمدة أربعة أعوام .
السلطة الرابعة : مراسل سوري – حرستا