السلطة الرابعة :د. لؤي الصافي .الاحتجاج على إزاحة علم الثورة أوصل رسالة مهمة للائتلاف. ولكن انتبهوا !
الاحتجاج على إزاحة علم الثورة أوصل رسالة مهمة للائتلاف وقيادته، ولكن هذه الرسالة التي وجهها ناشطو الثورة إلى كبرى مؤسسات المعارضة السياسية يجب ألا تطغى على توظيف ما حصل بالأمس سياسيا لصالح الثورة.
لؤي حسين معارض قديم للنظام، أمضى سنوات في سجونه، وبذل منذ بداية الثورة جهدا كبيرا لمنع انهياره وسعى لأحداث تغيير من داخله. ولكنه بدأ منذ أشهر يدعو إلى تنحي بشار وإسقاط النظام، وأعلن أن بشار ونظامه هما أصل المشكلة وبالتالي لا يمكن اعتبارهما جزء من الحل.
واجب جميع السياسيين والناشطين الثوريين اتخاذ المواقف التي تعجل من انتصار الثورة وسقوط النظام وتحشد ما أمكن من جهود لتحقيق هذه المهمة. ما حدث في الأمس يجب أن يوظف لتعرية النظام وقطع الطريق على أي محاولة لإعادة تأهيله، كالتي يقوم بها اليوم سيتفان دي مستور في جنيف، والتي تلق بالتأكيد قبولا دوليا، من الغرب قبل الشرق.
أرجو من جل الناشطين وداعمي الثورة العودة إلى توجيه أصابعهم وأقلامهم نحو النظام وجرائمه وتعرية أكاذيبه. أعلم أن البعض يعتقد أن الائتلاف يجب إزاحته قبل النظام، واتفهم أسباب هذا الغضب، ولم أخف استيائي الشخصي مما آل إليه حال الائتلاف. ولكن الائتلاف لا زال حتى اليوم أكبر جسد ساسي معارض، وفي غياب البديل يصبح استهداف الائتلاف ورئيسه خطأ سياسيا قاتلا.
لا يمكن للثورة أن تصل إلى أهدافها دون وجود رؤية سياسية ترسم صورة سورية المستقبل وجسد سياسي يمثلها وينافح عنها، وأدعو لمن يسعى لتجاوز الائتلاف أن يبدأ بإنشاء بديل سياسي فعال قبل السعي لتقويضه.
السلطة الرابعة : الدكتور لؤي الصافي
