السلطة الرابعة : محمد عبد الوهاب جسري .. سقط الأسد، و سيرحل عن الحكم قريباً !!!
ربما يخيل للمراقب أن سقوطه بسبب الخسائر التي تكبدتها قواته في الآونة الأخيرة،هذا صحيح، و صحيح أيضاً أن مزاج المواقف الدولية أو بالأصح العربية الخليجية قد تعدّل تجاه ما يجري في سورية، لكن الحقيقة أنه قد سقط منذ أن اتخذ قراره بتوجيه مختلف أسلحة جيشه تجاه الشعب السوري.
نجد اليوم أن معظم داعمي الأسد يدركون حتمية سقوطه، و إنما يدعمونه حتى الرمق الأخير لكسب الوقت بغية إيجاد البديل، و عملية ايجاد البديل بحد ذاتها معضلة كبيرة جداً، فجميع القوى الفاعلة في العالم لها رأيها في ذاك البديل بما في ذلك عدة شرائح من الشعب السوري نفسه، فالشعب السوري لن يرضى ببديل غارق في الدم السوري كما سلفه الأسد.
بغض النظر عن شخصية البديل، فإنني أود أن أوجه رسالة إلى أصحاب العقل و الضمير من نخبة الشعب السوري من كافة أطيافه مفادها أنه يجب عدم مهاجمة البديل و عدم تخوينه منذ اللحظة الأولى، و عدم السخرية منه، بل يجب منحه الفرصة المنطقية لنرى ما عنده و ماذا ينوي أن يقدم و ماذا يستطيع أن يقدم، وماهي انتماءات الكوادر التي ستساعده في عمله الجديد الشديد الصعوبة، كما يجب اعتماد نهج أسلوب النقد البناء و الابتعاد عن الانحدار في تعابير النقد، فالشعب الذي قلع الأسد سيكون قادراً على قلع غيره بسهولة.
و أوجه رسالة أخرى إلى عامة الناس أقول فيها، لا تطبلوا و لاتزمروا لذلك البديل، لا تصنعوا منه بأنفسكم طاغية عليكم، خاصة أن ذاك البديل سينتمي حتماً إلى فئة ما أو تيار ما، فلا يغالي مؤيدوه بالتطبيل و التزمير له.
أقول كل هذا استباقاً للحدث القادم “و قبل معرفة البديل” حتى لا يكون كلامي عنه متضمناً انحيازاً ايجاباً لصالحه أو سلباً ضده، و لأنني أرى أن فرصة التعبير عن آرائنا بحرية التي أتاحتها مواقع التواصل الاجتماعي، و بسبب شدة عطشنا للحرية، جعلتنا نسرف في استخدام أدواتها.
السلطة الرابعة : محمد عبد الوهاب جسري
تنويه : مقالات الرأي تعبر عن رأي وفكر كاتب المقال , ولاتعبر بالضرورة عن رأي ” السلطة الرابعة “
