
السلطة الرابعة : محمد دركوشي .. هل يكون الأسد آخر المنتحرين !!!
تشير أحدث التسريبات ان عدد القتلى من أبناء الطائفة العلوية جنداً ومدنيين (شبيحة) يزيد على 160 ألفاً، فاذا ما عرفنا ان نسبة العلويين في سورية بحسب تقرير وزارة الخارجية الأمريكية للحريات الدينية %10 أي بما لا يتجاوز المليونين من عدد السكان، أدركنا ان نسبة القتلى مرتفعة ومازال الاستنزاف جارياً، فكيف اذا عرفت ان معظم الهلكى من الشباب الذكور ومن الفئات العمرية (30-18)، تقارير موالية أشارت الى ان هناك قرى فقدت شبابها بالكامل، فأنت لا تجد فيها الا الأطفال اليتامى والنساء الأرامل والعجائز.
السؤال الفاجعة الذي يفرض نفسه: ما الذي يدفع الطائفة العلوية الى هذا الانتحار الجماعي؟ دعونا نتساءل معاً في محاولة لتهجية الاجابة عن هذا السؤال الخطير:
– هل اكتشف العلويون فجأة ان السنة مجرمون ارهابيون يستحيل العيش معهم؟ فتعالت بعض الأصوات مطالبة بحمص خالية من السنة مثلاً، بعد قرون من التعايش السلمي المشترك؟
– هل استيقظت النزعة الطائفية عند القوم بغتة فأرادوا الثأر للحسين وآله من بني أمية؟ ومن يعرف العلويين يدرك أنهم أقل الطوائف التزاماً بالأعراف الدينية وآخرهم اهتماماً بالعصبية التاريخية.
– هل فطنوا الآن أنهم وطنيون أكثر من فئات الشعب الأخرى، ويخشون على سورية الوطن من التقسيم ما دفعهم لمشاركة النظام جرائمه بحق الثائرين وأهليهم؟ لكن تاريخهم يقول انهم أصحاب نزعة انفصالية، طالبوا الفرنسيين بعدم الرحيل عن سورية الا بعد اقامة دويلة علوية في الساحل السوري.
– هل اكتشفوا أنهم مقاومون دون السوريين فوقفوا في خندق الرئيس المقاوم الساعي لتحرير الجولان وفلسطين وربما الأندلس؟ لكن مسيرتهم النضالية تفند هذا الادعاء فقد حكموا البلد لأربعين عاماً ونيف ولم يطلقوا رصاصة لتحرير الجولان أو حتى محاولة التفكير بذلك.
– أم أنهم فئة مغلوبة مسلوبة امتطتها العلوية السياسية المتمثلة بآل الأسد الذين مارسوا عليها التجهيل طوال عقود فأنتجوا منها نماذج بشرية مفرغة من أي محتوى أخلاقي أو ديني ومترعة بالامتيازات الخاصة وهي اليوم أداتهم الحادة في قتل السوريين.
– أم أنه تسلط ايران الفارسية عليهم باسم القرابة في المذهب، فأغرقتهم بدم الشعب السوري حتى الركب، وقطعت عليهم طريق المصالحة مع شركائهم في الوطن في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
يبقى السؤال الذي ينبغي ان يطرحه عامة العلويين على خاصتهم قبل ان يفوت الفوت: ماذا لو انتصرت الثورة وحكم الثوار؟ماذا لو فكّروا بالانتقام؟ بعد الفظائع التي ارتكبت بحقهم وحق أولادهم من تقتيل وتنكيل وتشريد وتهديد.
هل سيؤثر العلويون الانتحار على الموت قتلاً بيد الثوار، فيعمدون الى قتل الأطفال أولاً ثم الزوجات ثم يقتل الواحد منهم الآخر، وقبل كل شيء يتلفون نقودهم وبيوتهم بالنيران حتى يخفق الثوار في الامساك بأجسادهم أو الاستيلاء على أموالهم مما سيدخل على قلوبهم الحزن.
على أية حال نتمنى ألا نرى بشار الأسد يتفحص جثث الموتى ليتأكد ان جميع العلويين قد ماتوا، فيضرم النار في قصر المهاجرين ثم يطلق رصاصة الفضة في رأسه وينتحر فيكون آخر المنتحرين، ما نأمله حقاً ان ينحره عقلاء الطائفة ولو سياسياً وأخلاقياً وعسكرياً ليوفروا حياة الملايين.
السلطة الرابعة : محمد دركوشي
تنويه : مقالات الرأي تعبر عن رأي وفكر كاتب المقال , ولاتعبر بالضرورة عن رأي ” السلطة الرابعة “