السلطة الرابعة : الدكتور علاء الدين ال رشي يكتب .. الشيخ رياض الخرقي.. شهيد العدالة .

السلطة الرابعة : الدكتور علاء الدين ال رشي يكتب .. الشيخ رياض الخرقي.. شهيد العدالة .

كان الرجل ممن لا يعتد بالمظاهر ولا يحتفي بالأشكال والصور، فهو الصوفي الذي بنى حياته على (ستر الحال)، وأقام الدين والأخلاق والعلم والسلوك على المكانة الأكسيولوجية ( القيمية) نفسها.
رفض الشيخ رياض الخرقي أن يكون العلم زغلاً أو مداهنة، ومع هذا فقد حاذر الجمود والمحافظة المتزمتة أو الانطلاقة المتفلتة.
لم يجد في غالب الخطاب المشيخي السوري بغيته لا قبل ولا بعد الثورة ولا في خطاب تنظيم الدولة ما يقنعه…
فأعاد سير السابقين في طلب العلم والانهماك في التحصيل والدراسة والبحث والتحقيق.
لقد حاول الرجل من خلال عمله في الهيئة الشرعية والقضاء في غوطة دمشق أن ينحاز وبشكل واضح ومهيمن الى ربط الإسلام بالواقع وخدمة الدين من خلال تحقيق مصالح الناس وتنزيل النص الديني حسب المتاح ووسع الإنسان …
ابتعد الشيخ رياض عن الانفعال ولكنه لم يكن بارداً فقد تمرد على محق النظام وعلى ظلمه، ومع هذا لم يسجل له أي موقف تحريضي على جهة ما بعينها بل عمل على تركيز جهده ضد التجهيل وضد النظام والاستبداد لذا فقد شدّت جهوده و خطبه ودروسه أهالي الغوطة وطلاب العلم ، فكانوا يفدون للاستماع والإفادة. وقد شكّلت مواقفه العلمية وجهوده في ما بعد مدارس إسلامية في الغوطة إذ إنها تقدّم الدين من ينابيعه الصافية، بعيداً عن التحريف، فلا تسكت عن حق، ولا تتكلم بباطل ولا تبيع ديناً بدنيا.
فالمشيخة الحق كما يراها الشيخ الخرقي ، انضباط أخلاقي والتزام عقلي وشعور يرتبط بأهل العلم والمعرفة ، مع تعمّق الولاء لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه واله وسلم ، وقد سعى الرجل إلى حشد جهود الثوار المادية والأدبية لإعلاء كلمة الله وإسقاط النظام دون اغفال لمصالح الناس…
كنت أتأمل في أسماء المدارس التي يشرف عليها وعمل على تأسيسها ليس ثمة أي إشارة شخصية أو ذاتية يبدو أن الرجل كان مؤمناً أن من مظاهر إذلال الأمة وتقزيمها، أن تجد كل عمل تقوم به الدولة،منسوبا إلى الحكام،مسمى بأسمائهم مستشفيات وجامعات وجوامع ومصانع، وكأن كل عمل إنما تم بإرشاد أحدهم وتوجيهه، وكل نخلة غرست فبحكمة رأيه، وكل فكرة انبثقت فهي من هدى إشارته، وكأنه نبي معصوم أو عبقري ملهم، بينما الأمة تعرف أنه أولى الأشياء اقترانا باسمه؛ هي المصحات العقلية والسجون، وأنهم يشترون بأموالها الأسواط التي يضربونها بها ولكن هذا التزوير يهدف إلى تطويع الناس وقسرهم على الخنوع والتسليم ، وهو يؤدي إلى تعجرف الحاكم وترسيخ صفات الاستبداد والغرور، والاستفراد، ليقول ما قال فرعون “إن أريكم إلا ما أرى ، وما أهديكم إلا سبيل الرشاد”.
وفي إحدى محادثاتي معه سألته : هل بدأت بالتوثيق لما يجري فقال لي :
يا أخي … الوضع أكبر من مشاهدة واحداث تدون هناك موت وأناس وحصار قاتل نحتاج الى عمل و مسؤولية وإحساس….
الشيخ رياض والمعروف بابي ثابت الدمشقي فشل النظام في قنصه ولكن نجح الدواعش في منحه لقب الشهيد …
بكيت على فراقه ليس لعلاقتي الشخصية به فحسب بل لأن الرجل من زمن الثورة النظيف والجميل … عاش وقضى حياته في سبيل الله ومن ثم حرية الشعب السوري ….
رحمك الله وآنسك عشت حجة على الطغاة وقضيت شاهدا على الغلاة .

السلطة الرابعة : د. علاء الدين ال رشي أمين عام المركز التعليمي لحقوق الانسان في ألمانيا

شارك