السلطة الرابعة : الدكتور رياض نعسان أغا ..في ذكرى نكسة حزيران هذا ما حدث معي  !!!

السلطة الرابعة : الدكتور رياض نعسان أغا ..في ذكرى نكسة حزيران هذا ما حدث معي !!!

 أتذكر عام 67 بعد الهزيمة الكبرى ، وكنت معلما حديث التخرج من دار المعلمين ، جاءنا أمر أن نحفر خندقاً حول إدلب ، بعمق متر وعرض متر ، وقيل إن وفدا عسكريا من الأركان سيزورنا ونحن نحفر ، وكنت ألهث وأنا أضرب الفأس الذي لم تمسكه يداي قبل ذاك اليوم ، واقترب رئيس الوفد مني وهو يراقب براعتي المفتعلة في ضرب الفأس ،

فتوقفت وقلت له : سيدي العميد من أين سيأتي الإسرائيليون إلى إدلب ؟ من جهة الغرب حيث اللاذقية أم من الشمال من تركيا ؟ غضب العميد من سؤالي ( شو قصدك من هالسؤال ؟ ) قلت بأدب جم ومغالبة لخوف من غضبه وأنا أرى اصفرار وجه مدير التربية ومدير المدرسة خلفه ( قصدي أن يكون خندقنا صحيحاً ، وأنا أرى أن الدبابات الإسرائيلية تستطيع عبور خندقنا ببساطة ) قال العميد اترك الفأس وتعال لعندي ، وتوالت أسئلـته الشخصية عني ليعرفني ،

وكان سؤاله الأهم ذاك الذي قاله لي هامساً طيب برأيك أنت ، ليش نحن طلبنا منكم أن تحفروا خندقاً ؟ ) قلت بشجاعة استمديتها من همس سؤاله ( ربما تريدون منا أن نفرغ شحنات القهر في ضربات الفؤوس ) قال العميد هامساً ( ولك بتعرف أنو هالحكي ممكن يوديك في السجن ؟ ) قلت مغالباً ارتباكي ( لا ، لاأعرف ) مضى العميد ، وتوقفت عن الحفر لأقنع المدير أنني لم أقل شيئاً مهماً ،

وبعد سنين طوال صار العميد ذاته صديقاً لي ، وسر الصداقة ما قلناه همساً ذات يوم ، ورويت له قصة ذاك الأرمني الذي طلبوا منه أن يحفر خندقاً حول عفرين يوم النكسة ، فقال : هل سيأتي الإسرائيليون من تركيا ؟ قالوا لا ، قال هل سيدخلون من الجنوب ؟ قالوا : ربما ، لايوجد طريق أخر ، قال : هل سينتهون من درعا والسويدا ودمشق وحمص وحلب وإدلب ، وتسقط كل هذه المدن كي يصلوا إلى عفرين ؟

قالوا : ممكن ، قال : إذن طز بعفرين ياخدوها ، شو بيكون بقي من سوريا ؟؟ ( مع الاعتذار من أحبابي أهل عفرين لضرورة النكتة ) وضحكنا أنا والعميد الذي صار لواء متقاعداً ، ودارت الأيام ، وبدأت المدن السورية تسقط ، ولم يكن يخطر على بال أحد ، أن العدو الذي سيدمرها لن يأتي من إسرائيل ، وأن حفر الخنادق لم يكن ضرورياً .

 

السلطة الرابعة : الدكتور رياض نعسان أغا “فيس بوك “

شارك