السلطة الرابعة : أحمد رياض غنام … بين المواطنة والتقسيم !!!

السلطة الرابعة : أحمد رياض غنام … بين المواطنة والتقسيم !!!

تسود حالة من القلق الشديد بين مكونات الشعب السوري نتيجة التطورات الميدانية على الأرض . فالأكثرية السنية تشعر بالفرح المبطن بالقلق نتيجة هذه الإنتصارات التي يحققها ابنائها المنخرطين في صفوف القوى المقاتلة والذين يدفعون ارواحهم ثمناً لها . وقلقهم ينبع من حجم الخسائر في الممتلكات والأرواح وعدم وجود ضوء في آخر النفق يدلل على قرب إنتهاء حالة الموت والدمار المستمر منذ مايقارب الخمسة سنوات .
وكذلك تشعر الأغلبية السنيّة بأنها تعيش مظلومية لم يسبق لها مثيل في التاريخ من حيث التخلي الدولي عنها وتركها في مواجهة آلة الموت دون اي حماية او مساعدة من احد . لابل التآمر عليها وإتهامها بالتطرف وربطها اتوماتيكياً بداعش والقوى المتطرفة مثل القاعدة . وإصرار البعض على تسمية النضال المشروع للقوى المقاتلة والتي تحولت بفعل الظروف لقوى ذات توجه إسلامي بالإرهاب السني الغير معفي عنه والواجب إقتلاعه . وكأن كل سني يدافع عن عرضه وماله في إدلب وحوران وريف دمشق وحلب هم إرهابيون متطرفون .
ومن اجل تعميق المظلومية وبث الكراهية بالنفوس كان لابد للأمريكي من تفعيّل خطابه المزدوج في المنطقة وفي سورية والعراق على وجه الخصوص . فحماية المصالح الشيعية وتوطيد هيمنتها خدمة للإيراني هو امر ضروري لإستتباب الأمن في العراق وإن كان بممارسة ابشع الجرائم بحق السنة من قتل وتهجير . المهم بالنسبة للأمريكي الحفاظ على مصالحه النفطية ومصالح إسرائيل من خلال توطيد الحكم بوجهه الشيعي حتى وإن كان هناك أذناب وعملاء سنة في الحكومة العراقية كمادرجت العادة لدى الحكومات الطائفية حيث تحضر بعض كلاب الحراسة والعملاء من اجل إعطاء مظهر حداثي للمواطنة الخداعة .
إن الخدعة الأمريكية مكشوفة ولكنها امر واقع غير قابل للتبدل وهى بمثابة الورقة الأخيرة قبل الإعلان عن صعوبة العيش المشترك والذهاب للتقسيم بين سنة وشيعة واكراد . ولكن الأمر يستحق المجازفة والقيام بالمزيد من الصراعات هناك لكي يتم تهجير السنة وإبتلاعهم من قبل الحكم الطائفي في العراق . وهذا يدلل على ان المعركة ستأخذ بضع سنوات حتى تصل الأمور للحالة المطلوبة . فنحن هنا اما الخيارات الصعبة والتي تتلخص بين ان نختار المواطنة طريقاً للعيش المشترك او التقسيم كحا وخيار اكيد . ذات الأمر ينطبق على الحالة السورية فالصراع سيستمر وتغذية جميع الأطراف المتصارعة سيستمر ولكن المعادلة السورية مغايرة من حيث الشكل في سورية . فالسنة هم الأكثرية وكان لابد من إطالة عمر الصراع وترك المراحل تحرق ابناء البلد من اجل نشر المخاوف بين ابناء الأقليات . فتم تفعيل داعش في سورية لتؤدي دور التطرف السني من اجل نشر الرعب في قلوب كافة المكونات السورية ووضعهم امام خيارات تقسيمية ينتج عنها حالة من العدائية المحاطة بالهواجس من الآخر .
إنها ذات اللعبة الأمريكية الإسرائيلية في العراق وسورية ولكن بأدوار مختلفة وبماان السنة هم الأكثرية ولايمكن تقزيمهم ومحوهم مهما طالت المحرقة . فإن الحل يقتضي بإشعال الفكر القومي المتعصب عند البعض والمذهبي والعقيدي عند البعض الآخر . ريثما تتحقق المعادلة القائلة بأن التقسيم والمحاصصة هو امر ضروري لفض الإشتباك وإذا كان الأمر كذلك فليتكم ذهبتم للمحاصة قبل إطلاق العنان لآلة القتل الأسدية المرعية دولياً والمراقبة عربياً دون ان يكون هناك اي تأثير يذكر .
لقد وضعتنا الأيادي الأمريكية القذرة في مواجهة حقائق التاريخ والجغرافيا من جهة وفي وجه المعادلات الدولية ورغباتها التي تتنافى ومصلحة ابناء سورية والحالة الراهنة تختصر كل شيئ لتقول . لامكان للعيش المشترك بيننا كشعوب متعددة المذاهب والقوميات والتطلعات .ولنذهب للمحاصصة السياسية كخيار اقل خطورة من التقسيم المنتظر على ابواب مخاوف البعض المسكون بكراهيته للآخر المختلف …

10626547_359190220897408_2902306497939010041_n
السلطة الرابعة : النمسا : أحمد رياض غنام .

 

تنويه : مقالات الرأي تعبر عن رأي وفكر كاتب المقال , ولاتعبر بالضرورة عن رأي ” السلطة الرابعة “

شارك