السلطة الرابعة : طه الحامد … المآلات المحتملة  لمعركة كسر العظام بين أردوغان والكورد !!

السلطة الرابعة : طه الحامد … المآلات المحتملة لمعركة كسر العظام بين أردوغان والكورد !!

غياب سيرة النظام السوري عن خطابات الرئيس أردوغان بشكل كامل . وهو الذي كان يربط اي مشاركة له في التحالف على أن يكون النظام السوري جزء من أهداف التحالف .
هذا يعني أن أردوغان لم ولن يضع في أجندته مساعدة الحراك السوري للإطاحة ببشار الاسد بشكل جدي , إنما كان كل همه وهدفه هو أن يكون موجودا لقمع وضرب اي مشروع قومي كوردي قد يحصل على أنقاض الصراع السوري وسقوط النظام .
ولكنه فشل فقد أصبح الوجود الكوردي مؤسساتياً وسياسياً واقليمياً ودولياً حقيقة دامغة , وأصبح النهوض الكوردي أقوى بكثير حتى في عقر دار أردوغان ..فﻻ تستغربوا جنونه, وقريبا سينطح رأسه بالجدران ..الآن أمامه خيارين .. الأول التوافق مع الكورد والتسليم بأمر الواقع كما حصل خﻻل استسﻻمه للوضع في جنوب كوردستان وقضية الفيدرالية وكركوك ..أو التصعيد والفوضى من خﻻل فرض حظر العمل السياسي على زعماء حزب الشعوب الديمقراطي وسحب الترخيص من الحزب أثناء الانتخابات المبكرة بالتوازي مع توسيع دائرة الحرب .
أردوغان خسر معركته سياسياً أمام حزب الشعوب الديمقراطي في الإنتخابات الأخيرة , ووجد نفسه يخسر عسكرياً أمام وحدات حماية الشعب في غربي كوردستان , وخاصة الهزائم المتكررة التي تلقتها الأذرع العسكرية الخفية والمعلنة لحكومته وعلى رأسهم داعش . ووجد نفسه مهزوماً حتى في الصراع السوري السوري وخاصة في بعده الطائفي ولا سيما الإنجاز الإيراني في الإتفاق النووي وعودة أيران أقوى بكثير من ذي قبل كلاعب يناطح تركيا على زعامة المنطقة دون منازع .
لهذا كان عليه أن يهرب إلى الأمام ويخلق أزمة كبير ة داخلية وإقليمية كمقدمة لإعادة تموضعه وترتيب أوراقه من جديد على ضوء المعطيات والتطورات التي فاقت تصوره ولم تكن في حسابات مستشاريه ولا مراكز الدراسات التابعة له .
على الصعيد السوري هو يريد إنشاء جيب تركماني وكيان سياسي خاص يؤمن مصالحه الإقتصادية والأمنية في كامل الشمال بما فيها مدينة حلب التي يعتبرها أردوغان من حصته . وذلك من خلال بوابة مكافحة الإرهاب والقضاء على داعش و إبعاده عن الحدود التركية , هذه المنطقة المقترحة هي في الشمال السوري لا تشمل المناطق التابعة إدارياُ لكوباني ولن تشمل مقاطعة عفرين أيضاً ولكن سوف تفصلهما عن بعض . وحسب التقارير سوف تسلم إدارة تلك المنطقة عسكرياً لأحرار الشام الذي يتم التفاوض على توصيفه أمريكياً على أنه فصيل جهادي معتدل ليس تابعاً للقاعدة , وتجهيز خمسة آلاف مقاتل تحت إسم الجيش التركماني ومعظمهم من جماعة داعش المنسحبين من المعارك مع وحدات حماية الشعب والهاربين من الرقة والموصل و الذين وفدوا من آسيا الوسطى والقوقاز وكلهم يتكلمون التركية وتحت أسماء كتائب تركمانية هي السلطان محمد الفاتح ,وكتيبة السلطان مراد، وكتيبة السلاجقة، وكتيبة أحفاد الفاتحين.
من جهة سوف يتخلص أردوغان من عبئ اللاجئين السوريين والإئتلاف ورميهم في منطقة عازلة كما يسميها ضمن الأراضي السورية تحسباً لأي صفقة قد ينجزها مكرهاً مع النظام في دمشق وكذلك مع الإدارة الذاتية وحركة تف دم .وستكون تلك الصفقة بلا شك على حساب العرب السنة في تلك المنطقة كما حصل لسنة العراق وتخلي أردوغان عنهم لصالح مصالحه مع إقليم كوردستان .
على الصعيد الداخلي يريد أردوغان من خلال حملته العسكرية دفع حزب الشعوب الديمقراطي إلى حكومة إئتلافية والعودة إلى مفاوضات السلام مع القائد أوجلان بحيث يضمن لنفسه الزعامة وتمرير التعديلات الدستورية التي تجعل منه رئيساً مطلقاُ لتركيةلقاء تنازلات على صعيد حل القضية الكوردية .
أردوغان حرك المياه وأصبح في وسطها , ضمن ظروف ومعطيات داخل حزبه وداخل تركيا و رفض دولي عام لسلوكه الأرعن و تشير كلها على إن إردوغان قد يخسر المعركة على الصعيد الشخصي فيها ويكون كبش فداء للسلام وفتح بوابة الحلول في داخل تركيا وسوريا معاً .
11377349_912973368783289_3854554325197359553_n

السلطة الرابعة : النسما : طه الحامد 

تنويه : مقالات الرأي تعبر عن رأي وفكر كاتب المقال , ولاتعبر بالضرورة عن رأي ” السلطة الرابعة “

شارك