
السلطة الرابعة : مصادر فرنسية وأميركية: الضربات الروسية في سوريا موجهة للمعارضة ولا تستهدف “داعش”
كشف مصدران فرنسي وأميركي الأربعاء 30 سبتمبر/ أيلول 2015 أن الضربات التي وجهتها روسيا إلى سوريا، هدفها دعم الرئيس السوري بشـار الأسد، من خلال استهداف جماعات المعارضة، وليس مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية”(داعش).
وقصفت طائرات روسية الأربعاء مواقع عدة في ثلاث محافظات سورية بالتعاون مع الطيران الحربي السوري، وفق ما أعلن مصدر أمني رفيع المستوى في دمشق لوكالة الصحافة الفرنسية. المصدران أكدا بحسب وكالة رويترز “إذا كانت حمص هي المستهدفة، فإن داعش لن تكون المقصودة، لكن ربما جماعات معارضة، وهو ما يؤكد أنهم يدعمون نظام بشار ولا يقصدون قتال داعش.
المنطقة المحيطة بحمص
واستهدفت الضربات، مناطق غمام وجبل زويد ودير حنا في شمال شرق اللاذقية، وبلدتي اللطامنة وكفرزيتا في محافظة حماة ومدينتي الرستن وتلبيسة في ريف حمص. وحقق القصف الجوي وفق مصدر أمني في دمشق “نتائج مباشرة وإصابة دقيقة للأهداف” من دون تحديد حصيلة القتلى، مضيفاً “سبقت هذه الغارات طلعات لطيران الاستطلاع (فوق المناطق المستهدفة) عبر طائرات من دون طيار، روسية الصنع”.
إصابة 8 من قوات مدعومة من الغرب
الرائد جميل الصالح قائد إحدى الجماعات السورية المعارضة قال لوكالة رويترز إن الضربات الجوية الروسية في شمال غرب سوريا التي تقول موسكو أنها استهدفت مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، أصابت 8 من مقاتلي جماعته التي تتلقى الدعم من قوى غربية مناهضة لبشار الأسد الاربعاء. وقال “إن المقاتلين تعرضوا لضربات في ريف محافظة حماة حيث يقع مقر الجماعة”. الصالح الذي انشق على الجيش السوري في عام 2012 قال “إن ريف حماة الشمالي ليس به وجود للدولة الاسلامية على الاطلاق ويخضع لسيطرة الجيش السوري الحر”.
كيري يحذر من حماية الأسد
وفي تعقيبه على الغارات الجوية الروسية، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأربعاء في كلمة ألقاها أمام الأمم المتحدة “أن الولايات المتحدة لن تعارض الضربات الجوية الروسية في سوريا إذا كان الهدف “الحقيقي” منها هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية، معربا عن “القلق البالغ” في حال لم تستهدف الضربات الروسية “داعش والقاعدة”.
وتابع ” أوضحنا إننا سنشعر بالقلق البالغ إذا ضربت روسيا مناطق ليست فيها أهداف لداعش والقاعدة”. وقال إن “أية ضربات من هذا النوع ستضع علامات استفهام حول نوايا روسيا الحقيقية وهل هي القتال ضد داعش أم حماية نظام الاسد”.
الأسد مستعد للإصلاح
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء “إن الضربات الجوية الروسية في سوريا ستكون محدودة النطاق، وإنه يأمل في أن يكون الرئيس بشار الأسد مستعدا لإصلاح سياسي وتسوية من أجل بلاده وشعبه”. وقال بوتين للصحفيين في موسكو عقب الضربات الروسية في سوريا “لن يمكن التوصل إلى حل نهائي وطويل الأمد في سوريا إلا بموجب اصلاح سياسي وعلى أساس الحوار بين القوات العادية في البلاد.” وأضاف “أعرف أن الرئيس الأسد يدرك ذلك ومستعد لمثل هذه العملية، نأمل أن يتسم بالفاعلية والمرونة وأن يكون مستعدا للتوصل إلى تسوية من أجل بلاده وشعبه.
الحرب المقدسة
من جانبها أعربت الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا الأربعاء عن دعمها قرار موسكو شن غارات جوية في سوريا ضد “داعش” ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن رئيس قسم الشؤون العامة فسيفولود تشابلن أن “القتال ضد الإرهاب هو معركة مقدسة، وربما تكون بلادنا هي القوة الأنشط في العالم الذي تقاتله”. وفي بيان رسمي قال بطريرك الكنيسة الروسية كيريل “لقد اتخذت روسيا قرارا مسؤولًا باستخدام القوة العسكرية لحماية الشعب السوري من المعاناة التي يلحقها بهم الإرهابيون”.
وأضاف البطريرك، أن التدخل المسلح ضروري لأن “العملية السياسية لن تؤدي إلى أي تحسن ملحوظ في حياة الأبرياء المحتاجين إلى الحماية العسكرية”. وتحدث عن معاناة المسيحيين في المنطقة وخطف رجال الدين المسيحيين وتدمير الكنائس، مضيفًا أن “معاناة المسلمين لا تقل عن ذلك”. تشابلن أكد أن مجلسًا يمثل الديانات الرئيسية في روسيا وهي الارثوذكسية والاسلام واليهودية والبوذية، سيصدر بيانا مشتركا حول دور روسيا في سوريا.
وقال تشابلن “في هذا البيان سنؤيد القرار الذي اتخذته حكومتنا”.
استهداف حمص وحماة
وأعلن التلفزيون الرسمي السوري من جهته أن القصف الجوي استهدف مناطق في محافظتي حمص وحماة. ونقل عن مصدر عسكري “تنفيذاً للاتفاق بين سوريا وروسيا لمواجهة الإرهاب الدولي والقضاء على تنظيم داعش وبالتعاون مع القوى الجوية، نفذ الطيران الروسي اليوم عدة ضربات جوية استهدفت أوكار إرهابيي داعش”.
وتسيطر قوات النظام السوري على مدينة حمص مركز المحافظة باستثناء حي الوعر، وعلى مناطق أخرى في المحافظة، فيما تمكن تنظيم الدولة الإسلامية في الأشهر الأخيرة من السيطرة على مناطق عدة في الريف الشرقي أبرزها مدينة تدمر الأثرية. وتسيطر جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) على معظم المناطق التي استهدفها القصف الروسي في حمص، بينما تسيطر فصائل مقاتلة منضوية في إطار “جيش الفتح” على البلدات المستهدفة في اللاذقية.
تحت سيطرة المعتدلين
أما المناطق التي طالها القصف في حماة، فمعظمها تحت سيطرة فصائل إسلامية وأخرى “معتدلة”، فيما تسيطر جبهة النصرة وفصائل مبايعة لتنظيم الدولة الإسلامية على بعضها الآخر. يأتي ذلك فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء أن روسيا “ستتقدم اليوم” في الأمم المتحدة بمشروع قرار لمكافحة الإرهاب. وأوضح لافروف أمام مجلس الأمن الدولي أن القرار يرمي إلى “قيام تنسيق بين كل القوى التي تواجه تنظيم الدولة الاسلامية والبنى الآخرى الإرهابية”.
المعارضة المعتدلة مدعوة للمشاركة
وأعلن لافروف أن “على القوات المسلحة السورية والعراقية والمعارضة السورية التي تواجه الآن تنظيم الدولة الاسلامية” أن تشارك في هذه الحرب في إطار ائتلاف واسع يضم الولايات المتحدة ودولاً في المنطقة مثل المملكة العربية السعودية. وشدد الوزير الروسي على أن هذا العمل الجماعي المنسق “لا بد أن يقوم استنادا إلى القوانين الدولية وشرعية الأمم المتحدة”.
ولتجنب الأخطاء بعد بدء الضربات الروسية في سوريا أعرب لافروف عن الأمل بإقامة “قنوات اتصال دائمة” مع الولايات المتحدة. لافروف دعا أيضا إلى “تعزيز الحوار بين السوريين على أساس بيان جنيف” الصادر عام 2012 الذي يدعو إلى قيام فترة انتقالية سياسية في سوريا”، معرباً عن أمله في قيام “مناقشات صريحة” حول اقتراح موسكو، مضيفًا “علينا أن نتفاهم وأن نستمع إلى بعضنا البعض” في إشارة إلى أعضاء مجلس الأمن.
وكان مجلس الاتحاد الروسي قد أعطى الأربعاء 30 سبتمبر/ أيلول 2015، الضوء الأخضر للرئيس فلاديمير بوتين في استخدام القوة العسكرية في الخارج، وشن ضربات جوية لدعم جيش الرئيس السوري بشار الأسد، قبل ساعات من اجتماع لمجلس الأمن الدولي لبحث مكافحة “التهديد الإرهابي”. ويندرج هذا التسارع في التزام موسكو بالملف السوري في إطار اختبار القوة بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي حول مصير الرئيس بشار الأسد الذي يعتبره الأول “طاغية” يجب أن يرحل، ويرى الثاني أنه سد منيع في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية.
وكان الكرملين أعلن موقفه بوضوح: يكفي ضوء أخضر من الأمم المتحدة او طلب من نظام دمشق للسماح بتدخل عسكري روسي.
أعضاء مجلس الاتحاد الـ 162 صوتوا بالإجماع لصالح طلب الكرملين السماح باستخدام قوة عسكرية في الخارج.
ضربات جوية فقط
رئيس الإدارة الرئاسية سيرغي إيفانوف أكد أن هذا الطلب مرتبط بالنزاع في سوريا، موضحا أنه لا يشمل سوى ضربات جوية ويستبعد إرسال قوات على الأرض. وبحسب ايفانوف فان هذه المبادرة موقتة وتندرج في إطار القانون الدولي لأن الرئيس السوري طلب رسميا مساعدة من روسيا في معركته ضد الجهاديين. وقال للصحافيين إن “الرئيس السوري طلب من حكومتنا تقديم له مساعدة عسكرية”، رافضا أن يوضح أي نوع من التجهيزات العسكرية ستستخدمها روسيا في سوريا.
وأضاف إيفانوف بعد التصويت بحسب ما نقل عنه التلفزيون الروسي أن “الهدف العسكري لهذه العملية هو تقديم دعم جوي للقوات المسلحة السورية في معركتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية”. ايفانوف قال إن بلاده سوف تبلغ كل شركائها وحلفائها اليوم بهذا القرار وستتلقى وزارات الدفاع هذه الدول المعلومات حول الأمر.
الكرملين كان قد أعلن في وقت سابق أنه طلب تفويضا من المجلس الأعلى في البرلمان الروسي، باستخدام قوات مسلحة روسية خارج الأراضي الوطنية. وهذا الطلب من رئيس الدولة ضروري رسميا لكي يتمكن بوتين بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة من إطلاق تدخل عسكري.
وكان مجلس الاتحاد قد أجاز للرئيس الروسي باستخدام القوة آخر مرة في مارس/ آذار 2014 قبل إرسال قوات النخبة من الجيش الروسي لضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية.
النظام يقر بطلبه قوات جوية روسية
من ناحيتها، أقرت دمشق، الأربعاء، بدعوة بشار الأسد قوات جوية روسية إلى سوريا.
وفي خبر عاجل أورته، نقلت وكالة أنباء النظام السوري(سانا)، بياناً صادرا عن “رئاسة الجمهورية”، ورد فيه أن “إرسال القوات الجوية الروسية إلى سوريا تم بطلب من الدولة السورية عبر رسالة أرسلها بشار الأسد للرئيس فلاديمير بوتين تتضمن دعوة لإرسال قوات جوية روسية في إطار مبادرة الرئيس بوتين في مكافحة الإرهاب”. ويعد هذا أول اعتراف رسمي من قبل النظام السوري بهذا الطلب، بعد التقارير الأمريكية الأخيرة التي أوردت أن طائرات حربية وعسكريين روس وصلوا إلى محافظة اللاذقية غربي سوريا خلال الأسابيع الماضية لدعم قوات النظام السوري.
وكان سبق اعتراف النظام، تصريحات رسمية روسية أكدت حصول الطلب، حيث قال ديمتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، إن روسيا ستكون البلد الوحيد الذي يملك شرعية القيام بعمليات عسكرية على الأراضي السورية.
السلطة الرابعة : THE HUFFINGTON POST