
السلطة الرابعة : لماذا يرحل خيرة شبابنا ونخبنا وكفائاتنا من سوريا إلى أوروبا ؟!
ببساطة لأنه سينال في تلك البلاد حقه في فرصة حقيقية ليفرج فيها عن إمكاناته المسجونة ويحتفظ بحريته الفكرية والسياسية والدينية إلى حدود أكثر اتساعا مما يمكلها في بلاده بمراحل ويحظى بمعاملة مساوية لرئيس الجمهورية في هذه البلاد . وفي بلادنا غالبا ما يقع مصير المفكرين والعلماء والمبدعين في يد شخص جاهل لايجيد أن يقيم لسانه بكلمتين على السواء. قد يوجز عليه وعلى علمه ومستقبله ورزقه وفكره بقصاصة ورق رسم عليها توقيعه. ( كما حصل مع الدكتور مصطفى محمود في مصر مثلا حين منعه المستشار أسامة الباز من النشر ). وكل ذلك ليس ذريعة كافية للهروب من المسؤولية . بل هو الدافع الحقيقي للثورة والتغيير . لكن الطامّة الكبرى والمصاب الجلل أن هذا المرض لم تصب به الأنظمة الديكتاتورية فحسب, بل المؤسسات التابعة للثورة أيضا . السياسية منها والإغاثية والإعلامية. وكأنه كتب على شباب هذا الجيل أن يحارب نظاما ديكتاتوريا جبارا. وتطرفا استبداديا لا يعرف للعقل والرحمة معنى. ومعارضة فاسدة مدمنة ثروة وسلطة. حتى بات ذلك أكثر مما يطيق شعب. واما أولئك القلّة الصادقة الصامدة المعطاءة فوالله إنهم لصنّاع المعجرات بحّق ولايعطيهم حقهم مديح ولاثناء ( وهم من لا يبحث عن ذلك ولايحبه ). وأخص هنا بالذكر والشكر الناشطات من فتيات سوريا الحرائر اللواتي كان لهنّ دور السبق في إشعال الثورة فكانوا أول من ثار وآخر من صمد وأقل من كُرّم.
السلطة الرابعة : عدنان متيني