السلطة الرابعة : سوريا … الحربُ العالمية الثالثة للعالم ، و لكن إلى متى ؟

السلطة الرابعة : سوريا … الحربُ العالمية الثالثة للعالم ، و لكن إلى متى ؟

إنَّ جميعَ البشر يَشتركون اليومَ في الحربِ العالمية الثالثة التي تجري على أرض سوريا , و ستكونُ نتائجُ هذه الحرب كارثيّة

( ضمائِرُ ميّتة و أيادٍ ملوّثة و إنسانيّة قتيلة و دمٌ قذرٌ يسري فيهِ الظلمُ و الطغيان ) .

إنّها فعلاً حربٌ إشتركتْ فيها كثيرٌ من القوى العُظمى و النامية بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشر و ما زالت قائمةً إلى أجلٍ غير معلوم , فالمشاركة لا تُحصرُ فقط في القتال المباشر و التصادم بل تتعدّى ذلك بكثير فهناك مشاركة بالمال و الكلمة أو الصوت و الحِسّ البشري ، و هذا ما إكتشفه العالم متأخراً بعدما خاض عدّة حروب دموية طاحنة أُزهقت فيها ملايين الأرواح البشرية و غير البشرية .

السياسة الأمريكية مثلاً لم تُغيّر طُرقها في الصراع على حُكم العالم حتّى مرحلة متأخرة عندما إستلم الرئيس الحالي للولايات المتحدة باراك أوباما ، حيثُ ألغى تقريباً طريقة التدخل المباشر و الحسم العسكري للصراعات التي تكلّف الكثير من العناء و المال و الأرواح (من شعبه و جيشه) و إتبع منهجاً جديداً مستخدماً طريقة التحكم عن بعد ، ليس مضطراً لركوب الموجة حتى يقودها ما دام يستطيعُ التحكم بالهواء الذي يُوجّهها و يقوّيها و يُضعفها .

توّصل العالم بعدما دفع الكثير إلى ما أوحى بهِ الرسول الإسلاميّ قبل آلاف السنين حينَ صنّف أنواع الجهاد في حياته الدُهاةَ ليجاهدوا بالفكر و عيّن الشعراء و البلغاء ليجاهدوا بالكلمة و عيّن الأغنياء ليجاهدوا بالمال و عيّن الأقوياء و الشجعان لخوضِ الصدامات المباشرة مع صياغة قانونٍ داخلي توافقي لإجراءِ إستثناءاتٍ في حالِ لزومِ ذلك ( والجهادُ هو القتال نفسهُ و لكن عند إرتباطه بالمفاهيم العقائدية الإسلامية ) ، فأصبحَت الدولُ المهيمنةُ تسعى لتحقيقِ أهدافها سالكةً الطُرق الأخرى غير المواجهة كإستخدام السطوة المالية و التبعيّة الإقتصادية و إستخدام الفكرِ في الحملات الدينية

( السياسية ) و طرقِ إختيارها للفئاتِ المستَهدفة بإستثمار حاجاتها المادّية أو المعنوية و طرقاً أخرى كثيرة .

إنَّ سوريا و ما يجري فيها يُمثّل حلماً واقعياً يتحقّقُ لدولِ العالم المهيمنة , و هذا هو التفسيرُ الوحيد لطول الفترة الكبير جداً للأزمة و الصراعات فيها ، إذْ أنّهم يتخلّصون مَن جميعِ مَن ينظر لهم بعينِ الحقدِ العقائدي و هم من يُمثلون الصفَّ الأول و المباشر للعدو الّذي يمكن أن يشكل خطراً محدقاً في أي وقت في المستقبل القريب أو البعيد و بذلك فهُم يُحقّقون هدفاً كبيراً بخوطاتٍ مستبقة و بتكلفةٍ أكثرُ ما يُمكنُ تقديرها بأنّها معدومة إذا ما قُورنت بتكلفة الصدامات المباشرة المحتملة المستقبلية كما أنّها أكثرُ أمناً و ضماناً .

قالَ يوماً الشيخ  رئيس الائتلاف الوطني الاسبق الأستاذ معاذ الخطيب ( الأمر في سوريا أكبر من المعارضة ومن النظام ) و أتهُمَ حينها بكثيرٍ من الإتهامات من قبلِ قصار النظر فها هو الأمر يتّضح جلياً و يوماً بعدَ يوم أنَّه يخضعُ لكثيرٍ من الإراداتِ الدولية المعقدة و هذا ليسَ سهلاً أبدا ليُحلّ !

 

11123037_667517803375368_1239480419_n (1)

السلطة الرابعة : عمر مسفقة 

 

تنويه : مقالات الرأي تعبر عن رأي وفكر كاتب المقال , ولاتعبر بالضرورة عن رأي ” السلطة الرابعة “

شارك