السلطة الرابعة : فيصل القاسم يخرج الأفاعي من وكرها ويرعب السلطة !!!

السلطة الرابعة : فيصل القاسم يخرج الأفاعي من وكرها ويرعب السلطة !!!

سوريا ذات العشرين مليون مواطن، كم مواطن منها يعرف وجوه رؤساء الأفرع الأمنية؟؟ وهل كان لرؤساء الأفرع ظهورات تلفزيونية سابقة أو توجيه رسائل عبر الإعلام؟ كم مليون ليرة كان يدفع المواطنون للقاء ضابط رفيع المستوى ليشرحوا له مشاكلهم، وكم من الضباط كانوا يخبئون وجوههم من المعتقلين حتى داخل الفرع مع علمهم بأنهم مقيدين لا يمكنهم أن يفعلوا شيءً.

كل ذلك كان يحصل في الأفرع الأمنية التي هي أشبه بمغارات تقطنها الأفاعي، تخرج منه متخفية مبدلة طيلسها وطلسمها لتحفر تحت البيوت وتقتص من السكان الآمنين تحت جنح وسترة الظلام، لكن كم كنا نحتاج لذلك الساحر الهندي الذي يستطيع تلعيب أفعى الكوبرا على أنغام موسيقاه كما يريد فيتحكم بخروجها وعودتها وهو يضحك ويلعب.

كم من أفعى كوبرا موجودة في تلك المغارات ولعلّ أكبرها وأكثرها سميّة هو الرأس المدبر للخراب الذي حل في سوريا ولبنان اللواء علي مملوك، الذي كثرت الإشاعات عليه مؤخراً لتقول بأنه تحت الإقامة الجبرية أو تمت تصفيته أو ربما اعتقاله، مما نشر حالة فرح كبيرة لدى المعارضين السوريين وكذلك بعض فئات الشعب اللبناني، وخاصة أن ذلك جاء بالتزامن مع محاكمة ميشيل سماحة الذي اعترف بكل ما ورطه به مملوك لإجراء بلبلة في لبنان واعترافه بكل ما كان يسعى علي مملوك ومن خلفه بشار الأسد أن يقوموا به من عمليات اغتيال لإحداث مشاكل طائفيّة في لبنان.

كان الساحر العازف بالمرصاد للإشاعات حول افعى الكوبرا جاهزاً في موعده مع ملايين الناس يوم الثلاثاء, فعزف معزوفته التي (بتطالع الحية من وكرها) وتحدث عن بعض الاشاعات التي طالت اللواء مملوك، ليخرج بعد ايام المذكور على يسار بشار الأسد بلقائه مع مسؤول ايراني وكأن اللقاء كان قد ترتب فقط ليقول الإعلام السوري خذوا انظروا إلى علي مملوك الذي تنشروا الإشاعات حوله، فها هو حيٌّ يرزق، مدعياً تحقيق نصر اعلامي يخدر به مؤيديه.

حكاية فيصل القاسم مع المسؤولين السوريين ليست وليدة اليوم، وليست محدودة الرتبة، فهي تمتد من بشار الأسد الذي سبق وأخرجه فيصل القاسم أيضاً حين عزف لهذه الكوبرا تحد بأن يظهر للعلن فخرج في اليوم التالي، وتصل إلى رئيس شعبة الأمن العسكري بمدينته السويداء وفيق ناصر الذي لا تمر حلقة اتجاه معاكس دون ذكره مما جعله يرد عليه ويرسل له رسائل في بعض الأحيان، وتعبر من سوريا إلى لبنان بحيث الحلقة التي كان موضوعها السوريون في لبنان أدت لإلغاء تأشيرة الفيزا التي كانت قد فرضتها الحكومة اللبنانية على السوريين الراغبين بدخول لبنان.

عجزت أدوات اعلام النظام التي تديرها خبرات دولية غربية وعربيّة وايرانية أن تخرج برنامج يتابعه المعارضون، أو يتحدث عنه المعارضون دون سخرية، أما برنامج الاتجاه المعاكس الذي يستمر منذ عشرات السنين وبنفس الموعد ودون أن يغير أي نوع من خطته الإعلامية ولا يزال جمهوره يكبر ويزداد رغم الانتقادات والمشاحنات التي يثيرها وهو يُتابع من قبل كامل الإدارات الأمنية بالسر وحتى بشار الأسد الذي يسارع لنفي اختفاؤه او يقبل بتحديات فيصل القاسم المتكررة التي يطرحها في بعض الحلقات، فحين قال هل يجرؤ بشار الأسد على الخروج من جحره، جاء الرد من بشار أن ظهر في إحدى ساحات دمشق بما قيل وقتها بأنه بث مباشر.

لم تستطع المحكمة الدولية في لبنان ان تستدعي علي مملوك ولا أي ضابط أمني ممن كانت أسمائهم ضمن لوائح الاتهام ووجب استجوابهم، بينما استطاع فيصل القاسم اخراج رؤساء الأفرع الأمنية ورأس النظام الحاكم في سوريا من جحورهم وهم الوجوه التي طالما اختبأت في الظلام ربما لخوفهم من أن يطالهم الحساب الذي لن يطول كثيراً.

رئيس الجمهورية القاسمية التي تعدادها قارب الثمانية مليون يتربع على تواصل دائم مع سكان دولته الزرقاء، فلا حاجز بينهم ولا موعد لزيارته، ينتقده الكثيرون من الاعلاميين والسياسيين ويتهموه بأنه هو من يرتكب المجازر، ولكن هل الكلام في المواضيع (أياً تكن) يكون مجزرة؟

معزوفة فيصل القاسم ذات النغمات الفوق بنفسجية العابرة للشاشات لا تستثني أحداً، فلعلها بيوم من الأيام تقوم بإخراج بشار الأسد وحاشيته من سوريا إلى غير رجعة …. يقول ثائرون

السلطة الرابعة : سوريات :  أسعد حنا

تنويه : مقالات الرأي تعبر عن رأي وفكر كاتب المقال , ولاتعبر بالضرورة عن رأي ” السلطة الرابعة “

شارك