
#السلطة_الرابعة – د.علاء الدين آل رشي: حتى لو قالوا عني أني كافر !
تأخذ مقاربتي على محمل الجد حجج الثوريين الذين يحاولون إعادة انتاج الخطاب السلطوي القهري الإقصائي للسلطة من خلال ضخ المفاهيم الاحتكارية للخلاص…
ليس هناك شيء فريد لدى الكثير من الخطابات الثورية التي ركزت على مفهوم الدين في حين استخدم النظام القومية، كما فانت شرائح كبرى ثورية على القومية في حين استخدم النظام الطائفية كما نجد التزاما فاعلا بالطائفة عند كتائب الثورة وفي المقابل اعتمد النظام على الامن والتصفية، وتوسع طيف من الثوار في مفهوم تصفية الحسابات وفتح المواجع …
تورطت أطياف ثورية عدة في تمكين الخطاب السلطوي الجاثم على صدور المواطنين منذ عقود …
ومما يؤسف حقاً ان الخطابات الثورية المتدينة استبدلت علم الثورة برايات خاصة تماماً كما فعل النظام عندما تمترس وراء لافتات تعبر عن توجهه وليس عن المجتمع عامة…
إن أهداف الدين إصلاح الدنيا وإعمار الجواني الإنساني ولن يكون ذلك براية عبثية تريد تفريق الصفوف وبث النعرات وان استعادة الحكم العادل لا يكون من خلال فرض تصورات ضيقة على الجميع.
ما لم يحمل الفاعلون السياسيون والثوريون خطابا وطنيا يكون الدين فيه في خدمة التعدد وحماية المواطنة والتأكيد على آلية الحكم الديمقراطي وليس على الشكل فلسوف يطول بنا الضياع
يذهب ارنولد توينبى المؤرخ البريطانى الشهير فى نظريته “التحدى والاستجابة” التى تقول “أنه كلما ازداد التحدى تصاعدت قوة الاستجابة حتى تصل بأصحابها إلى ما يسمى بـ”الوسيلة الذهبية”، والتى تتلخص فى أنَّ الحضارة تقوم من خلال مواجهة التحدى بسلسلة من الاستجابات التي قد تفشل في حل معضلة الحضارة، وحين تهتدي إلى الطريق الصحيح تكون قد وصلت إلى الوسيلة الذهبية .
الوسيلة الذهبية لاستعادة الوطن والإنسان هو في تحييد الخطاب الديني الجهوي.
ماذا يعني أن تصدر بيانات باسم الثورة لقتال الروافض مثلاً؟
نحن اليوم سائرون على خطى النظام في الاحتراب والقتال الأهلي بين القوميات وبين الطوائف …
لم يدرك بعض الثوار أن الصراع هو مكان ولادة الإبداع الأعظم كما يقول روبرت شولر ويقول الدكتور كاريل: “الأهداف التي تعمل على إثارة الحافز فينا تقوم بتقديم أجمل الهدايا لنا على شكل إنجازات.
استعادة اهداف الثورة الاولى وبناء النزعة الدستورية والتذكير بقيم العدل العمل على تطوير الفهم الديني للتعدد …هو الواجب الأخلاقي الثوري الاول رغم بشاعة وقذارة خصمنا…
هناك مفهوم سياسي ( عندما تسقط الإمبراطوريات فإنها تميل إلى البقاء ميتة) وينطبق هذا على أنظمة الحكم …
إن فآس الثورة الإنساني السوري ضرب في رآس الوثن الشيطاني بشار والنظام يسقط، ولكن لا نريد لسوريا ان تحقق مقولته الأسد أو نحرق البلد، لا نريد ان يسقط البلد والدين والإنسان.
الشكل التقليدي للخطاب الثوري ابعد الاقليات العرقية والطائفية، ومالم نعمل على انتاج خطاب يحتوي على قدر كبير من التوازن المعنوي بين الثورة وحق المواطنة من جهة وبين الانسان والدين من جهة أخرى فان الدم سيظل ينزف…
الركون الى التبرير والتعليل بحجة عنف الدولة سيؤدي الى تغول وأخطاء في الثورة، نحن نعرف ان الوصول الى مجتمع ديمقراطي ليس بالأمر السهل وان المطالبة بالعقل في جو يسوده العضل امر صعب وان المطالبة بالديمقراطية كرابطة إيمانية كفر عند البعض مهما يكن الطريق طويل لكن اقصر من طريق إعلاء لغة الدم والثأر وصلى الله على محمد واله وسلم الذي خرج للناس بالبيان رقم ( أنتم الطلقاء) وتعديل المادة الدستورية في الحياة العربية آنذاك عندما أكد على الامان وليس الامن …سأظل وفياً لثورة ودين تخدم وطناً لا لوطن يهزمه دين ونظام وسكاكين وطواغيت حتى وان قال البعض عني أني كافر.
السلطة الرابعة : بقلم : د.علاء الدين ال رشي – رئيس المركز التعليمي لحقوق الانسان.
تنويه : مقالات الرأي تعبر عن رأي وفكر كاتب المقال , ولاتعبر بالضرورة عن رأي ” السلطة الرابعة “