
#السلطة_الرابعة – اقتل بمهارة أنت شيعي (التدين الشيعي وعي أم مأزق – الحالة السورية نموذجا)
هذا المقال ليس سجالاً بين دين ودين، إنه محاولة لاستنطاق بعض المعنى الشيعي وجذوره في قراءة ما يدور في سوريا، بغية استجلاء سرّ الحماس الذي نلقاه عند بعض الشيعة وحتى المعتدلين منهم تجاه سوريا .
اعتمد كاتب المقال على نص بالرغم من كونه موجزاً، إلا أنه بمثابة كشاف موفق، يعرض دون تجميل رؤية صريحة في استكناه ما يجري سوريّاً، متناولاً موقف بعض الشيعة المعتدلين من الثورة السورية .
النقاش جرى بيني وبين شخص معتدل شيعي عراقي لم يتردد في توصيف النظام وتسميته حسب قوله: (بالنظام المجرم )، ولكن في الوقت ذاته ينعت (المعارضة المسلحة بالأجرم والأوحش) .. هذه الرؤية غير العادلة أخفقت في تأمين الحد الأدنى من وحدة الأمة ، بتقصير غالب الشيعة في بذل الحد الأدنى من العوامل « الشرعية » و«العلمية» لوحدة هذه الأمة، لا على المستوى العام فقط أي بين الأمة السنية والطائفة الشيعية، بل على المستوى الخاص أيضاً أي داخل سوريا بين الشيعة والسنة .
يقول الصديق الشيعي :
(لاشك أن الشعب يبقى والأنظمة تزول، لكن البديل الذي يأتي يقدم لنا نفسه مستعيناً بأميركا ومطمئناً الصهونية، ومقدماً قرابين من الشيعة، ونابشاً قبور الموتى وشاقاً صدور القتلى لأكل أحشائهم…كيف ترون ذلك؟
قتل المدنيين على الهوية جهل وشق الصدور واكل لحوم الموتى جهل ؟ أهكذا نسمي الأشياء؟ إذن قتل المعارضين السياسيين غفلة. لا يا عزيزي لا اتوقع منك هذا. علينا أن نسمي الجريمة جريمة، والوحشية والحيوانية باسمها .. ولا يجوز تبريريها بحجة ظلم الطرف الآخر الذي كنت وأنا ضيف في سورية أكتب في إدانته.
كيف تقول أن الطرف الآخر يتحمل كامل المسؤولية؟ هل قتل الناس على الهوية المذهبية.. وهل أكل لحوم البشر يعفي القاتل والآكل من المسؤولية لكون النظام ارتكب مجازر؟!! أهذه هي أخلاق الإسلام ؟ أم هي بشائر الديمقراطية وحقوق الإنسان)؟
العقلية المكلومة والمملوكة لمسرح ماضوي مازالت تخيم على قطاع كبير من الشيعة، ويظهر هذا من خلال التشكي والتظلم الذي يقوم به بعضهم.
إنني أزعم أن هناك قسماً كبيراً من الشيعة لم يبذلوا جهداً في تقصي الحقائق، واعتمدوا على مصادر واهية تغذي رؤيتهم الدينية وقناعاتهم المسبقة التي تنامت وعلت واستقامت على سوقها بسبب رعونة بعض المتشددين من الشيعة أنفسهم، الذين كانوا ومازالوا يصرون أن المزارات الشيعية الدينية في سوريا تحت الاستهداف السني السلفي التكفيري، وأن ثارات الحسين ينبغي أن ترفع وأن تكون حاضرة، بالاضافة إلى ردود أفعال غير واعية ولا تعبر عن الثورة من بعض المحسوبين على الثورة.. ولذلك من الممكن توصيف مواقف غالب الشيعة بالرؤية غير الواقعية ولكنها رؤية افتراضية مزاجية لا تتفق للأسف إلا و أمانيهم الواهمة وموروثاتهم الدينية …
الوحدة الإسلامية التي نتنادى بالدعوة إليها وإقامة مؤتمراتها، قام الكثير من الشيعة إلا من رحم الله بمجافاتها وإهمالها، بل قاموا بتقديم الفتاوى والأحكام والهدايا والأضاحي التي تتضمن دعم النظام السوري واستمرار تفوقه، من خلال تنفيذ مهام جهادية حسب تعبير حزب نصر الإيراني والتغاضي عن عدوانيته وتحول التصور الشيعي في غالبه إلى معسكر مستهدف لا ينبغي أن يقف إلا مع النظام …
لا ينكر أحد أن الاصطفاف المذهبي قائم في سوريا وهذا مرده إلى الحكم الطائفي المتمرس والمتمترس بقتلة ومرتزقة طائفية.
ووجود جهل حتى من القاعدة العريضة أو الحاضنة الشعبية بل ووجود بعض الجرائم، لا يعني بحال أن الثورة طائفية أو عدوانية أو ليست مشروعة. ومقاومة التطرف الموجود عند بعض الثوار لا يعني مخاصمة الثورة أو إطلاق الاحكام التعميمية.
أسفرت الثورة السورية عن فضح مقولة التقارب السني الشيعي وظهر أن العملية كانت توظف في الغالب لصالح الدعاية الإعلامية أو الفكرية أو بغية التغلغل في الطرف الآخر ، ولن أدلل على ذلك بأكثر من شهادة الواقع على ذلك ، مما يعرف الجميع تفاصيله .
إني كثائر سوري ينتمي إلى الجسم السني أؤكد الآتي :
١-إن الحكام إلى زوال، وأن الظلم والظلام إلى انقشاع مهما طال الزمن وتبقى علاقة الشعوب في الذاكرة والواقع محفورة وهذا يتطلب من الشيعة حركة تصحيحة تحفظ وجودهم ومستقبلهم.
٢- على الشيعة والسنة أن يؤمنوا أن لكل مذهبه، وطريقته وبصفتي سنياً لست معنياً بمذهب الشيعة إلا بمقدار ما يجعلني أفهم رؤيتهم ولن أقبل من شيعي أن يستهين بمقدساتي كما لن أسمح لنفسي أن أستهين بمذهب الشيعة.
٣- التأكيد على أن لكّل مذهب, لا يعني أن مذهبا يقاتل مذهباً بل يدعو إلى الإنصاف واحترام الوجود والتعارف دون شعارات خليية …
٤- العدل أقول العدل هو ما ينبغي أن يحكم العلاقة بين كل مذهب سواء المذهب السني أو المذهب الشيعي.
٥- ومن منطق العدل نؤكد أن الثورة السورية خاصمها غالب أصحاب القرار السياسي الدولي بل في اللحظات المحرجة أسعفت إسرائيل النظام وضربت بعض المواقع عقب مجازر الحولة المروعة ومن ذلك التغطية الإعلامية التي قامت بها إسرائيل عندما وجهت ضربة إلى مواقع عسكرية في دمشق في الوقت الذي كانت جراح المجازر الطائفية تنزف في البيضا…
٦- إننا ننكر ونرفض وليس من أخلاق ثورتنا السورية أي بديل ياتي ليقدم لنا نفسه مستعيناً باميركا ومطمئناً اسرائيل ومقدماً قرابين من الشيعة ونابشاً قبور الموتى وشاقاً صدور القتلى لأكل احشائهم…
٧- قتل المدنيين على الهوية جريمة وشق الصدور واكل لحوم الموتى جريمة ؟و قتل المعارضين السياسيين جريمة .
علينا ان نسمي الجريمة جريمة والوحشية والحيوانية باسمها ولا يجوز تبريريها بحجة ظلم الطرف الاخر .
٨- نحمل النظام السوري كل الجرائم التي تحدث باسم الثورة او باسم النظام وعسكره وكذلك كل المجازر.
إن المذهب السني السوري هو الذي منح الشيعة داخل سوريا حق التنفس لعقود، فهل من وفاء الشيعة أن يتعاملوا مع شعب طالب بالحرية بالتصفية الطائفية وهل الشيعة يخدمون تاريخهم وقوادم أيامهم ؟!.
أعتقد أن التدين الشيعي لم يحمل أي وعي تجاه المسألة السورية بل عمق المأزق لنفسه ولمن حوله.
السلطة الرابعة : المانيا : د.علاء الدين ال رشي : مدير المركز التعليمي لحقوق الإنسان.
تنويه : مقالات الرأي تعبر عن رأي وفكر كاتب المقال , ولاتعبر بالضرورة عن رأي ” السلطة الرابعة “