السلطة الرابعة : فواز تللو – سيجتمعون لإبقاء الأسد لعامين ! نظّفوا الثورة لننتصر .

السلطة الرابعة : فواز تللو – سيجتمعون لإبقاء الأسد لعامين ! نظّفوا الثورة لننتصر .

حضر معنا مؤتمر القاهرة في منتصف 2012، المؤتمر الذي أطلق رصاصة الموت على العمل المسلح الذي كاد أن يطيح بالنظام في تلك الفترة، مؤتمر القاهرة الذي توج الانتصارات العسكرية باعتماد “الحل السياسي كحل وحيدبناء على توصية “الأمريكي فورد والفرنسي شوفالييه والبريطاني كلوكس” الذين كانوا أبرزالمؤتمرين” (وبتعديل بسيط “المتآمرين”) مع عديدين آخرين من ذوي العيون الزرقاء، ليتم لاحقا تشكيل “الائتلاف” بالاعتماد على ذلك المؤتمر ووثائقه.

في مؤتمر القاهرة 2012 كان ذلك المناضل “هيئة تنسيق” إلى جانب هيثم مناع، قال أنه لن يعود بعد المؤتمر لسوريا لأنه بات مطلوبا لذلك سيناضل من الخارج لكن صاحبيه في المؤتمر محمد مرعي وميس كريدي عادا بشجاعة إلى سوريا ليعودا بعد أشهر ويشكلان مع المناضل الملاحق تيار “سوريين” ليرأسه هو ويدخل “الائتلاف” بالتوسعة منتصف 2013 ممثلا عن هذا التيار الواسع  أبو “ثلاثة” (كناية عن ثلاثة أفراد)، ليتركه لاحقا محمد مرعي وميس كريدي العائدة إلى حضن الوطن للالتحاق بمرعي الذي لم يغادر ذلك الحضن إلا لحضور مؤتمرات المعارضة إلى جانب زميليه، وليشكل مرعي/كريدي في حضن الوطن هيئتهم الوطنية … ليبقى المناضل ممثلا لتياره “أبو واحد” بعد أن تركه اثنان، ليكشف من القاهرة حيث لا مشكلة لديه في تأشيرة الدخول؛ ليكشف المستور الذي يعمل عليه الجميع:

“مؤتمر القاهرة 2015 المزمع عقده في نيسان القادم الذي يتقاتل الجميع على حضوره (كما تقاتلوا في 2012) وتوأمه التالي مؤتمر موسكو؛ سيقبلون ببقاء بشار أسد رئيسا لعامين مع هيئة انتقالية تليها انتخابات رئاسية”… وانتهى الأمر، نعم انتهى هكذا ببساطة فلماذا يعقد البعض الموضوع في سوريا!!! ها هو الحل السياسي السحري الذي تنادي به إيران وروسيا وأمريكا وأوروبا حتى بح صوتهم منذ أول مؤتمر لأصدقاء سوريا (مع رتوش تمويهية في الإخراج اللفظي)؛ ها هي المعارضة تعتمده بعد أن وافق عليه السفاح، حل بسيط ينهي وجع الراس و”يوقف شلال الدم ويحافظ على ما تبقى من سوريا“…. يا لتعقيد الثوار والمعتقلين والمغتصبات والمعوقين واللاجئين ومطالبهم التعجيزية التي دمرت البلد بينما الحل أمامهم لا تراه قلوبهم المنشغلة  بسفاسف الثورة.

وحتى لا “يتحسس” صاحبنا المناضل ويستأنس بمن “يحك جلده” معه أقول بقناعة، هو نموذج ينطبق عليهم جميعا دون استثناء وإن اختلفت المسميات ورحلة نضال “الانشقاقات والمؤتمرات” حسب العملات النقدية العربية والعالمية، بذقن طويلة أو محلوقة، ديموقراطي علماني أو إسلامي، تحت كل المسميات؛ وطني أو جمهوري أو…..

يحلم هؤلاء جميعا بمختلف مسمياتهم التي “تقيأتها” الثورة؛ يحلمون بالعودة إلى حضن الوطن لممارسة “قيادته” وركوبه إلى جانب “السفاح” سيد ذلك الوطن هاوي ركوب “الخيل والوطن والشعب” باعتبارها هواية الأسرة، ليعود هؤلاء المناضلون جميعا بعد افتراق أربع سنوات من النضال والانشقاقات “المتسلسلة“، ليعمروا سوريا إلى جانب من هدمها فقط ليعيد بناءها ويحصل على لقب أبيه “باني سوريا الحديثة … جدا”.

الخبر “الفتح” عن مؤتمر القاهرة المزمع، تطابق وتزامن “لمحاسن الصدف” مع تصريحات “فورد” و”كمشة” من المسؤولين الأمريكيين سبقها تصريح عرمرم لزعيم معارض من باريس بشكل مراوغ لكن بنفس المضمون وبينهما كثير من تصريحات بنفس “الروح“، وتعقيبا على ذلك التصريح “الفتح” لذلك المناضل من القاهرة؛ كتب لي صديق إعلامي قائلا: “بدأت الأقنعة تتساقط“.

جوابي: الأقنعة سقطت منذ زمن بعيد وأنا أصرخ منذ ثلاث سنوات قائلا انظروا يا ناس!!!

لكن الناس لا تحب أن ترى أو تسمع…  طبعا فالمثل السوري يقول: “الناس بتحب الواقف”، تركوا السفاح ومخابراته وحزبه ولحقوا الائتلاف وأذنابه فالجميع “سلطة”، يعني “واقف” يطرب للكثيرين سماعها وتمسيح الجوخ لها.

هي ملخص تجربة وخيبة أمل ثلاث سنوات ونصف، لا مع “المعارضة”، بل مع من ينتقدونها سرا من ناشطين عسكريين ومدنيين ومؤيدين للثورة، لكنهم “يمسحون الجوخ” لها علنا.

فواز تللو – سياسي سوري .

شارك