السلطة الرابعة : إعلام النظام … ومازالت الأمطار تهطل ” بغزارة ” في حي الميدان الدمشقي  !!!

السلطة الرابعة : إعلام النظام … ومازالت الأمطار تهطل ” بغزارة ” في حي الميدان الدمشقي !!!

انحدر مؤيدو النظام الأسدي لدرك من السذاجة التي لا يقبلها عاقل، وربما ليس مستغرباً ذلك ما دام زعماؤهم ورموزهم (الأسد، نصر الله) يقودونهم، ولكن المستغرب درجة التدجين التي وصلوا إليها، ودعمها بغباء إعلامي رسمي. ويُدهش المرء من الغباء المركب لهذه الأطراف، فما زال إعلام النظام، ومن يدور في فلكله مما يسمى إعلام الممانعة والمقاومة يسقط في الحفرة ذاتها مرة تلو أخرى، وبدرجة عالية من الغباء،

إذ ما زالت أبواق النظام تعزف على سمفونية الكذب الأولى عندما أنكر خروج المظاهرات، ومدعياً أنّ السوريين خرجوا ابتهاجاً بالمطر، وتتابعت الأكاذيب ففي ظهيرة يوم تحرير إدلب والثوار يحكمون الحصار على المربع الأمني بعد تحرير أحياء إدلب كاملة يضع إعلام النظام خبراً عاجلاً وباللون الأحمر يفيد قيام وحدات من الجيش والقوات المسلحة بتوجيه ضربات مركزة على تجمعات التنظيمات الإرهابية التي تسللت إلى محيط المتحف الوطني وأطراف المنطقة الصناعية عند المدخل الشرقي، وتكبد أفرادها مئات القتلى.

يختصر هذا الخبر على قصره كذب إعلام النظام وغبائه، وحجم المأساة التي وصل إليها، فكأنَّ الجيش والقوات المسلحة جهتان مختلفتان، وضربات مركزة على أطراف المدينة من الجهة الشرقي توقع مئات القتلى عدا الجرحى، ومعلوم بالعلم العسكري أنَّ التسلل يتم عبر مجموعات صغيرة لا بالمئات التي تتساقط كالذباب أمام الطيران الباسل، طبعاً الضربات المركزة استهدفت المدنيين في ريف إدلب. وتكرر هذا الفشل الإعلامي أكثر من مرة، إذ عجز النظام وإعلامه عن إيجاد مبررات منطقية، تمتلك الحد الأدنى من الإقناع، فعلى مدى أعوام يترافق قتل الإرهابيين، وتدمير آلياتهم، ومصفحاتهم بخسارة الجيش السوري الأرض! ومن المفاجئ أنَّ إعلام النظام ومؤيديه يتجاوزون الكذبة الأولى بعد نصف ساعة لا أكثر، ويغطونها بكذبة أكبر منها فيصرح مصدر عسكري بأنّ وحدات من الجيش والقوات المسلحة تنفذ عملية إعادة تجميع جنوب إدلب استعداداً لمواجهة آلاف الإرهابيين المتدفقين عبر تركيا. علماً أن المواجهة تمت، وأسفرت عن تحرير المدينة بسواعد السوريين.

ويتكرر الأمر ذاته في معبر نصيب، فيغلق الأردن المعبر نتيجة الاشتباكات التي تتوج بسيطرة الثوار عليه، ليحدثنا النظام عن رواية أخرى تفيد بإغلاق المعبر من قبل السلطات السورية رداً على السلوك الأردني، ومما يزيد الدهشة أنَّ قنوات الممانعة والمقاومة تتعامى عن سقوط مدينة كإدلب، وخروج آخر معبر عن سيطرة النظام، وتزعم تحقيق انتصارات في اشتباكات تأخذ طابع الكر والفر. ومما يزيد الدهشة أنَّ قطعان المؤيدين تتماهى مع هذه الأكاذيب، دون أن يربطوا تسلسل الأحداث ومنطقيتها، وينسحب الأمرُ ذاته إلى المجال الخارجي، ويبقى الغباء المركب مسيطراً على عقول القطعان، إذ ينظر هؤلاء المؤيدون لـ “عاصفة الحزم” على أنها عدوان سافر على دولة عربية، متعامين عن التأييد الشعبي الجارف من قبل الشارعين العربي والإسلامي لهذه العاصفة المباركة، فقد أعادت هذه العملية جزءاً من كرامة العرب المهدورة،

وحفظت شيئاً من ماء وجه العرب أمام السرطان الفارسي. واللافت أنَّ مؤيدي النظام الذين يدعون القومية يرون في “عاصفة الحزم” مؤامرة إمبريالية صهيونية، هدفها دعم مصالح الأنظمة الرجعية، وإضعاف قوة الأمة العربية، وتبديد ثرواتها، وكسر شوكة الممانعة والمقاومة، إذ كان ينبغي أن تتوجه هذه الطائرات نحو إسرائيل لا نحو بلد عربي. وغاب عن هؤلاء الحس القومي النبيل عندما رأوا إيران تقضم العواصم العربية واحدة تلو أخرى، وغاب عنهم عداءهم للإمبريالية عندما وقفوا صفاً واحداً مع أمريكا، واستجدوها كي تدخلهم بالحلف ضد تنظيم الدولة، وغاب عنهم حس المقاومة والإنسانية، وتجاهلوا أنَّ نظام الممانعة والمقاومة لم يطلق على مدى عمره رصاصة صوب إسرائيل، في وقت تقصف طائراته المدن السورية، وتقتل السوريين بدم بارد على مدى أربع سنوات. هناك مثل أجنبي معناه؛ إذا كان بيتك من زجاج فلا ترم بيوت الآخرين بالحجارة،

ونقول لقطعان المدجنين بيوتكم وبيوت نظامكم من قش فلا ترموا بيوت الآخرين بنيران كذبكم وغبائكم. ابتليت سورية بنظام منافق رفع شعارات جميلة بالوحدة العربية والحرية لكنه أبعد ما يكون عنها، فارتمى في حضن الفرس، واستعبد الشعب، وعمل على تدجينه، والهتاف للقائد: (واق، واق، ويق)، لكنه لم يدرك أنَّ الشعب السوري عموماً رفض التدجين. خرج السوريون الأحرار في ثورتهم لوقف عملية التدجين، واللحاق بركب الحضارة، أما أولئك المدجنون فسيجرفهم التاريخ، وتلقي بهم الثورة السورية إلى مزبلة التاريخ مع مدجنهم.

السلطة الرابعة : جلال زين الدين

تنويه : مقالات الرأي تعبر عن رأي وفكر كاتب المقال , ولاتعبر بالضرورة عن رأي ” السلطة الرابعة “

شارك