
السلطة الرابعة : حلف تركي سعودي للاطاحة بالأسد بالقوة العسكرية !!!
تركيا والسعودية الدولتان بالتاريخ الطويل في المنافسة بينهما، تبحثان وعلى أعلى المستويات تشكيل تحالفاً عسكرياً بهدف الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وذلك بحسب مصادر مطّلعة على المباحثات.
المباحثات التي أطلقتها قطر. لبحث شراكة، بحيث تدخل القوات التركية براً وبتغطية جوية سعودية، لمساعدة قوات المعارضة السورية المعتدلة في حربها ضد الأسد، بحسب أحد المصادر. وبحسب أحد المصادر، فإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تم إعلامه بهذه الخطة منذ شهر فبراير، وذلك أثناء زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للبيت الأبيض. ولكن المتحدث باسم البيت الأبيض رفض التعليق على هذه المعلومة.
هذا الطرح شجع دول الخليج “الفارسي” على التصرف من تلقاء نفسها لتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة، بالتحديد في سوريا، ولكن محادثات مشابهة تم تداولها منذ زمن بعيد ولكنها بقيت مجرد كلام. من غير الواضح أن هذه المرة سيكون الوضع مختلفاً، ولكن تدخل السعودية الأخير في اليمن، يعكس بأن السعودية باتت تعتمد بشكل أكبر على قواتها بدل الاعتماد على وكلاء.
بعد لقائه بالأمير القطري، قال أوباما أن الزعيمين “تبادلا الأفكار” حول كيفية الإطاحة بالأسد. وقال ” نحن الإثنين نشعر بقلق عميق حول الوضع في سوريا”، وأضاف: “سنستمر في دعم المعارضة المعتدلة هناك، ولا نتوقع ان تستقر الأوضاع كلياً هناك إلا برحيل الأسد الذي فقد شرعيته في الحكم.” وأضاف أيضاً: “وطريقة تحقيق ذلك تعتبر بالفعل تحدٍّ كبير بالنسبة لنا، ولكننا تبادلنا الأفكار حول الطرق الممكنة”. منذ تلك التصريحات والولايات المتحدة مستمرة في تنفيذ ضربات جوية ضد تنظيم الدولة في سوريا وفي تدريب عناصر المعارضة المسلحة الذين تمت الموافقة على تدريبهم، ولكنها لم تعلن أي استراتيجية حول كيفية قيادة حوار يفضي لإنهاء حكم الأسد.
وصرح أحد المعنيين بالمحادثات بين تركيا والسعودية أنه في حال توجت هذه المحادثات بالنجاح فإن التدخل في سوريا سيتم بغض النظر عن مساهمة الولايات المتحدة في الدعم. صحيفة “الهوفنغتون بوست” حاولت الحصول على تعليق حول المحادثات من سفارتي السعودية وتركيا في الولايات المتحدة ولكنها لم تنجح، فقد رفضت السفارتان التعليق. رئيس مكتب الائتلاف السوري في واشنطن رحب بهذه المباحثات، وأبلغنا أن أي دعم لقوات المعارضة سيدفع بالأسد للجلوس على طاولة الحوار.
الجيش التركي يعتبر أحد أقوى الجيوش في المنطقة. والمملكة العربية حريصة على دعم تركيا في تأمين الاستقرار في سوريا، ودعم المعارضة غير المتشددة للضغط على الأسد للتفاوض على إنهاء الحرب والدخول في مفاوضات تتضمن رحيله. الأتراك كانوا دائما داعمين لفكرة الإطاحة بالأسد، ولكنهم رفضوا التدخل بشكل أكبر دون وجود حلف مع دولة عربية وسنية كبيرة كالمملكة العربية السعودية. القيادة التركية كانت قد انتقدت الحلف الأمريكي الذي يستهدف تنظيم الدولة بسبب عدم توسعة دوره ليشمل ضربات من شأنها أن تزيح النظام السوري أيضاَ.
السعودية أبدت في الآونة الأخيرة رغبتها في التدخل بشكل عسكري في المنطقة وذلك من خلال قيادتها لتحالف من الدول العربية لشن ضربات جوية للميليشيات الشيعية الحوثية في اليمن. في حين لم تشارك الولايات المتحدة في هذا التحالف، ولكن يصرح مسؤولون امريكيون بأنها تشارك بالدعم اللوجستي والاستخباراتي للعملية. لقد ظهرت إشارات سابقة عن تنسيق سعودي تركي لعمل في سوريا. في 2 آذار،
عندما زار الرئيس التركي رجب أردوغان الرياض والتقى الملك سلمان بن عبد العزيز، حيث أعلن الزعيمان عن زيادة الدعم للمعارضة السورية وعن تعزيز اتفاقيات الدفاع والأمن بين السعودية وتركيا. ولكن الأخبار عن المحادثات رفيعة المستوى، تعتبر المؤشر الأول للتدخل العسكري ضد الأسد من قبل البلدين. أردوغان كان قد اتخذ عدة خطوات لتجهيز قواته لتنفذ تدخلا بريا في سوريا بعد ان التقى بالملك سلمان، ووقع الزعيم التركي اتفاقية دفاع مسترك مع قطر، تقضي بتسهيل تبادل المعلومات الاستخباراتية والتعاون العسكري واحتمالية نشر قوات تركية أو قطرية في الدولتين. ويستند هذا الاتفاق على اتفاق سابق في عام 2012 والذي ينص على صفقة التدريب المشترك بين البلدين، والذي يضع قطر في مكان مناسب لتتوسط المحادثات بين السعودية وتركيا. “عثمان تاني كوروتورك ” الممثل الرئيسي لأبرز الأحزاب التركية المعارضة (حزب الشعب) في لجنة الشؤون الخارجية التركية، أعرب عن قلقه بان القوات التركية قد تكون قريبا في سوريا.
هو وأعضاء آخرون من المعارضة في اللجنة كانوا قد عبروا عن هذا الخوف اثناء اجتماع اللجنة بتاريخ 2 آذار، ومن ثم أعلنوا عن مخاوفهم في مؤتمر صحفي. الاجتماع كان الهدف منه الحصول على موافقة اللجنة لإرسال القوات إلى سوريا والذي تمت الموافقة عليه من القبل اللجنة وتم إحالته لكل من البرلمان والرئيس التركي ليتم المصادقة عليه. وأحد المؤشرات حول التقارب السعودي التركي هو تخفيف السعودية عدائيتها للإخوان المسلمين، والتي تعتبر نقطة خلاف رئيسية بين تركيا والسعودية.
إن أي تدخل مشترك في سوريا من قبل المملكة العربية السعودية وتركيا. من المرجح عدم حدوثه قبل اللقاء المرتقب في كامب ديفيد بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورؤساء دول مجلس التعاون الخليجي. في الاجتماع سيحاول أوباما إقناع دول المجلس بجدوى الاتفاق النووي الإيراني ومناقشة التعاون في الصراعات في كل من سوريا واليمن. ويعتقد مراقبون بأن التقارب السعودي –التركي هو رد فعل على التقارب الإيراني – الأمريكي. والذي يتعدى الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع 6 قوى عالمية في وقت سابق هذا الشهر. فقد حدث شيء من الاتفاق التكتيكي بين إيران وأمريكا في محاربة تنظيم الدولة في العراق. حيث لعبت إيران دورا رئيسيا في استعادة القوات العراقية مدعومة بميليشيات شيعية السيطرة على الأراضي العراقية من سيطرة التنظيم. “ان كان ابراز انيابنا هو الطريقة الوحيدة لإقناع الولايات المتحدة للدخول معنا إلى سوريا، فسنبرز انيابنا، والأنياب السنية بارزة وحادة بالمناسبة” علق مصدر خليجي.
” هفنغتون بوست “
السلطة الرابعة : politick : نقلها للعربية : أحمد درباس