
السلطة الرابعة : أحمد رياض غنام .. زهران علوش رجل المرحلة القادمة والاستحقاقات الكبيرة !
لم يكن يدرك هذا الشيخ حجم المسؤوليات الجسام التي ستلقى على عاتقه ,ولم يكن يعلم بطبيعة التحديات وصعوبتها وتنوعها بذات الوقت فالجميع شكل كتائبه المقاتلة .
والجميع حمل السلاح في اكثر من منطقة في سورية ,وتم توظيف هذا السلاح بشكل مباشر في المعارك التي خاضتها تلك القوى على مدى السنوات الأربعة المنصرمة منها من بقى صامداً واثبت قدرته على البقاء والعيش في أجواء من التنافس والتناحر القاتل ومنهم من فشل في إمتحان الصراع وخرج بشكل طوعي او مجبر بعد أن إنكشفت ممارساته على حقيقتها ومنهم من تم تصفيته لخطورته على مايرسم من مشاريع إقليمية وعربية ودولية تستهدف الشكل النهائي للنظام السياسي السوري .
وحده الشيخ زهران لم يتعرض لمثل هذه الإمتحانات المصيرية وقد يعزو البعض ذلك لنظرية المؤامرة بحيث يربط الشيخ زهران ببعض الشخصيات الدمشقية من رجال اعمال او حتى يصل الأمر بالبعض بالغمز من قناة النظام ..! هى تكهنات لم يقدم اي طرف ممن يوجه له مثل هذه الإتهامات دليلاً مادياً يمكن ان يستخدم ضده .
بذات الوقت لانستطيع ان ننكر أنه شخصية قوية ولها كريزما مميزة وكذلك حضور واسع في منطقة الغوطة على الرغم من وجود من يعترض عليه نظراً لكونه يتخذ شكلاً وجوهراً سلطوياً من حيث الهيّمنة والسيطرة والذي يبرره هو وقيادته بعملية تنظيف الغوطة من القوى المشبوهة ذات الممارسات الغير أخلاقية على تنوعها .
مما يستدعي إعتقال البعض وإطلاق سراح البعض نتيجة عدم ثبوت الجرم اي انه أقام دولة الغوطة بقوة السلاح والمحكمة الشرعية . هو شكل آخر من اشكال السلطة الإستبدادية
فرضتها ظروف الحرب القاسية وحالة الفوضى الغير مسبوقة . والفيديو الأخير الذي أظهر عرضاً عسكرياً وترتيبات لوجستية وتنظيمية مميزة أثار حفيظة البعض وعزز من الشكوك التي تدور حول دور الشيخ زهران حالياً وفي المستقبل وهو الأمر الأكثر اهمية وعمقاً ويجب التوقف عنده .
في البداية ليس عندي دليل واحد استطيع ان أدين فيه الشيخ زهران من حيث التعامل مع رجال أعمال في دمشق او علاقة مع النظام بشكل او بآخر ولكني أملك الحدس الكافي لكي اقول أن رجال الأعمال في دمشق يتواصلون بشكل مباشر او عبر من يمثلهم بأكثر من طرف في المعارضة السورية وفي كافة المحافظات .
ولدى الدليل الكافي بهذا الخصوص وهذا الأمر ينطبق ايضاً على رجال الأعمال في كافة المدن السورية وهم يتواصلون ايضاً بشكل ودي من اجل ضمان مستقبل أعمالهم واموالهم وإستثماراتهم في سورية الجديدة وهذا امر طبيعي بالنسبة لرأس المال الخائف من كشف طبيعته ومصادره وعلاقته مع النظام الإستبدادي ,وهو سياق تبريري لإنقاذ ماء الوجه .
لقد استخدم الشيخ زهران . ذات الأدوات التي تستخدمها أي سلطة من اجل بسط سلطانها ونفوذها وهو مايثير غضب البعض ولكن من يعرف الغوطة جيداً يدرك ان الفساد في عهد النظام كان مستشرياً بشكل كبير وكذلك الفساد الأخلاقي وهى حالة عامة في سورية وليست حكراً على منطقة بعينها ولكن حين حوصرت الغوطة ضاقت المساحة الجغرافية وظهرت الطباع البشرية كماهى خالية من الرتوش والتجميل فظهر الحرامي والحشاش وأشياء أخرى ,لاأسمح لنفسي بذكرها هنا ومن يريد ان يمسك بالأرض بقوة لاشك ان سيصطدم بتلك القوى بشكل قوي وسيتسبب ذلك بهذا اللغط الكبير . ويبقى الدور القادم للشيخ زهران وجيش الإسلام حيث سيكون نواة الجيش الوطني في المرحلة القادمة وستتشكل في هذه المرحلة والمرحلة القادمة عدة جيوش تتبع المناطق جغرافياً لتعود وتتوحد تحت راية الجيش الوطني الواحد وسيكون للطرف الكردي وجوده القوي .
إن الأدوار المناطة بالشيخ زهران كبيرة ومفصلية وحساسة وذات مهام متنوعة ولها بعد سياسي قوي وسيكون الشيخ زهران رجل المرحلة بدون ادنى شك .
الصورة الآن مضلّلِة وعصيّة عن الفهم وتعقيداتها كبيرة وجسم جيش الإسلام واسع ويتحمل الكثير من التهم ولكن طبيعة المرحلة ترسم لنا خيالات ليست بالضرورة واقعة ومما اعتقده ان معظم مايتهم به الشيخ زهران وكذلك جيش الإسلام هو امر طبيعي لكل إنسان يتابع مايجري في الغوطة وبذات الوقت أنا لاابني مواقفي على ماأشاهد واسمع , بل على الغموض الخفي وراء ماأشاهد واسمع .
السلطة الرابعة : أحمد رياض غنام
تنويه : مقالات الرأي تعبر عن رأي وفكر كاتب المقال , ولاتعبر بالضرورة عن رأي ” السلطة الرابعة “