السلطة الرابعة : وحيد تمو … رسالة من طفل سوري !

السلطة الرابعة : وحيد تمو … رسالة من طفل سوري !

……. اكتب في سجلاتك….. ولدت بعد القيامة بعامين بأرض…… كان يقال عنها الغوطة ولدت على هدير الطائرات و اصوات المدافع و صراخ معدة والدتي الخاوية خطواتي الاولى كانت فوق ركام منزل جارنا و اشلاء اطفاله كلماتي الاولى كانت…. البندقية و الصاروخ و الهاون و المدفع!!!

تقول امي….. كان لدينا بيت فيه ماء و كهرباء و تلفاز و مدفأة كنا نتناول الموز و التفاح و البرتقال!!! رسمت لي امي اشكالهم…… تبدو لذيذة يقولون…… ابي….. ضاع بزحمة السجون و عمي مات قهرا و خالتي اغتصبت امام اطفالها لا اعلم ماهو الاغتصاب…… قد يكون شيئا يشبه سرقة العابها لانهم يقولون كانت تبكي طوال الوقت. اما زلت تكتب في سجلاتك ايها الشرطي؟

اكتب لمن سيتباكى على طفولتي خرجت مع والدتي من حارتنا و عمري خريفان و شتاء سلكنا طريقا طويلا صعبا باردا كان هناك اطفال مثلي….. كنا نلعب سويا بكسرات الخبز و قارورة المياه الوحيدة وصلنا لخيم كثيرة يسكنها الكثير من الاطفال و الاطفال جلست بقرب والدتي و هي تبكي….. عندما سألوها اين زوجك قلت لها….. لا تبكي سأعطيك قطعة الحلوى التي مررها لي كهل بجانبي مضى خريف اخر و انا ارتشف الكثير من الدمع و القليل من الطعام صرخت والدتي سنخرج منها…… هذا الكهل يريدني في بيته و يريدك في خيمتك وحيدا!!!!

طوال الطريق والدتي تحملني على اكتافها حتى تجاوزنا اسلاكا فيها الكثير من الاشياء المؤلمة حتى صديقي احمد تقطع سرواله هناك!!! باعت والدتي تلك الاشياء الجميلة في يديها و عنقها كم رقبتك جميلة يا اماه ركبت سيارة لاول مرة!!!

كانت تتحرك و انا جالس….. لم اتعب!!! وصلنا الى مكان جميل….. فيه الكثير من الشجر و الطعام امامنا….. شاهدت الكثير من المياه تتحرك تقول والدتي….. هذا هو البحر و خلفه منزلنا الجديد بعد ايام ستجلس بقربي امام التلفاز و سأضع لك صحنا من الموز (لا اعرف طعمه لكني احب شكله) ستذهب الى مكان جميل اسمه المدرسة قبلتني امي….. شاهدت دمعتها و هي تحضنني قبل ركوبنا لخشب يمشي فوق الماء!!!

ولله رأيته يتحرك فوق الماء نمت من شدة التعب و عندما فتحت اعيني وجدت بيتا جميلا و طعاما و امور اخرى لا اعرفها لكني لم اجد امي!!!! اين امي!!!!

اكتب في سجلاتك…… امي تعالي الى هنا….. انا احلق عاليا بدون اجنحة و الجميع يحبونني تعالي امي…. تعبت من صراخ الجميع.

السلطة الرابعة : ألمانيا : وحيد تمو

شارك