
السلطة الرابعة : محمد عبد الوهاب جسري .. أوربا و الحل الوحيد !
لم يعد خافياً أن أزمة اللاجئين الواصلين إلى اوربا صارت أزمة حقيقة تعصف بالكيان الأوربي الموحد، هذا الكيان الذي كلفها ولادته الكثير من الوقت و الجهد و المال. اوربا التي دفعت بيهودها بهجرات متتالية عبر عقود إلى منطقتنا و أنشأت لهم كيانهم، تقف اليوم مذهولة أمام موجات هجرات ارتدادية من شعوب أخرى.
و في وسط هذا الذهول تجد امكانياتها المشهودة في معالجة أزماتها قد أصبحت امكانيات عاجزة أو شبه مشلولة. وهي تبحث عن حلول لا لمشكلة اللاجئين أنفسهم، بل لمشكلتها هي بعدما صاروا على أراضيها، مشكلتها هي في قوانينها التي اعتمتدها و أسست عليها بنيانها في احترام حقوق جميع الكائنات الحية في الحياة بما فيها حقوق الإنسان.
ستتعب اوربا كثيراً، و سيهتز كيانها الموحد، و ستقوم بكثير من تجارب الحلول الاسعافية التي لن تلقى النجاح المرتجى ما دامت تغمض أعينها عن الحل الوحيد. الحل الوحيد الذي يفرض عليها أن تمتنع عن اللامبالاة حيال حقوق شعوب منطقتنا في العيش الطبيعي في دول يسود فيها القانون. الحل الذي يفرض عليها التوقف عن دعم الديكتاتوريات، و تقديم العون المادي و المعنوي لتلك الشعوب لبناء دولها على أسس ديمقراطية يشعر فيها المواطنون أنهم يسيرون على خطى صحيحة للوصول إلى الحياة الكريمة.
لا تستطيع اوربا التنصل من مسؤوليتها، فهي التي احتلت جميع دولنا و لم تخرج منها إلا بعدما رسخت أنظمة حكم فاسدة. لا تستطيع اوربا اهمال اعتبارية موقعها الجغرافي الذي يسمح للمهاجرين بالوصول إليها، و كلما أغلقت باباً يصل من خلاله المهاجرون سيقوم الباحثون عن الحياة بفتح باب آخر رغماً عنها. تتوارد الأنباء عن استغلال شعوب أخرى “مقهورة أيضاً” ظرف السوريين و الانضمام إليهم في رحلة اللجوء،
و لعلمهم أن الأولوية اليوم هي لقبول طلبات لجوء السوريين وجد غير السوريين طريقة أخرى لقبول طلباتهم، فراحوا يغيرون دينهم، و يعتنقون الديانة المسيحية لإجبار السلطات الأوربية على قبول طلباتهم. الحل الوحيد، هو وقوف اوربا أمام مسؤوليتها التاريخية فهي وحدها تعرف ماذا فعلت بشعوب المنطقة، الحل الوحيد يكمن في مساعدة البشر على العيش الكريم في بلادهم بعيداً عن الظلم و الطغيان، و إلا ستغرق اوربا بالمهاجرين و لو اضطروا للدخول في دينها أفواجا.
السلطة الرابعة : محمد عبد الوهاب جسري