السلطة الرابعة : محمد دركوشي .. من دركوش الشهيدة إلى عميل إيران و صِبْيَة الممانعة !

السلطة الرابعة : محمد دركوشي .. من دركوش الشهيدة إلى عميل إيران و صِبْيَة الممانعة !

من دركوش الشهيدة إلى عميل إيران وصِبْيَة الممانعة !
———————————–
يا سيد “المقاومة والممانعة” أقول لك والأجيال تصغي:
إنّ الأجساد الممزقة والدكاكين المحطمة التي نسفتها صواريخ حقدك، لَأغلى من كلّ قنابلك وكلّ رصاصاتك.
إنّ الشهداء يزفون بمواكب الياسمين إلى تراب دركوش لَأشرف من كلّ رجالاتك وكلّ جنرالاتك.
إنّ دموع الأولاد يحلمون بمراييل العيد، والألعاب الملونة، لَأهم من كل انتصاراتك وكلّ بطولاتك.
إنّ أسمال الفلاح المعفرة بالتراب يكب على غراسه في الحقول النائية، وأطمار العامل المعروق خلف آلته البائسة، لأطهر من كلّ بزاتك وكلّ أوسمتك.
إنّ حقول الرمان ومزارع الدراق وبساتين العنب في دركوش المعطاء، لأجمل من كلّ قصورك وكلّ قلاعك.
إنّ أغاني الأوف ومواويل الميجنا تصدح بها حناجر الصبايا في الريف البعيد، لأبقى من كلّ شعاراتك وكلّ مؤامراتك.
أيها القاتل البائس أقول لكَ:
باسم الضحايا فوق كلّ أرض وتحت كلّ سماء، من كلّ جنس ولون ودين وفكر: لك أرضكَ التي ينبت فيها الشوك والحراب وتفوح منها رائحة الموت والعفن، ولي أرضي التي يزهر فيها الليلك والكبرياء، وينتشر فيها العطر والعشق العذري. لكَ سماؤك التي تمطر ناراً وعداواتٍ وقبوراً، ولي سمائي التي تمطر غيثاً يبعث الأرض بعد موتها، ورحمة تحيي النفوس بعد يأسها.لكَ وطنكَ وطن الدموع والكراهية والتفجير والقتل والدمار والخراب، وطنكَ أرصدة في البنوك الأجنبية وأموال قذرة تشتري بها ذمم الضباع والخنازير البرية لتفترس العصافير والأحلام والنهار، وطنكَ مغاور معتمة تحاك فيها الدسائس والحتوف، وطنكَ سكانه قتلة مجرمون، تجار أسلحة وسموم، ولي وطني، وطن المحبة والنور والربيع والحياة، أهلوه عشّاق مخلصون، وشعراء مبدعون، وفلاحون نشيطون، وتلاميذ مجدون، وعذارى غانيات، وورود رائعات.
لكَ دينكَ، دين البغضاء والسكاكين والسيارات المفخخة، دين الذبح على الهوية، وقطع الرؤوس، على المسمى، ولي ديني الذي ارتضاه الله لعباده المؤمنين، دين المحبة والتسامح والأخوة والإنسانية.
للحقيقة والتاريخ أسألكَ أيها المخلوق الغريب:
ما هي حجتك التي أقنعت بها ضميرك المثقوب في تبرير فعلتك المروعة؟ الممانعة ، المقاومة ، محاربة الإرهاب ؟؟!
إن كانت حجتك مقاومة العدو ولا أظنها كذلك فعنوان أعداء الأمة لا يجهله إلا ميت.أما الحقيقة التي لا ريب فيها فإنكَ عبد شهواتك ونزواتك، استحوذ عليك الشيطان الرجيم، وخادم طواغيتك من أباطرة الدم وأكاسرة اللحم الذين يبيعون الحشيش والبغايا في زواريب العتمة، وفي ساحات النهار يتغنون بمجد الوطن.
واعلم أنك وإياهم لستم على شيء، ولو كنتم تعلمون أنكم لستم على شيء لتحوّل احتقاري لكم إلى شكل من الشفقة والعطف. وأخيراً أقول لكَ: قد تغتال جسدي البالي وتسكت صوتي، لكنك لن تستطيع أبداً أن تخمد نور الحب في قلبي الصغير، وهو متمٌ نوره ولو كرهت، فالموت -أيها الغافل الجاهل- أضعف من الحب الذي جعل من الطين إنساناً ولا أظنك كذلك.

السلطة الرابعة : محمد دركوشي

تنويه : مقالات الرأي تعبر عن رأي وفكر كاتب المقال , ولاتعبر بالضرورة عن رأي ” السلطة الرابعة “

شارك