
السلطة الرابعة : د . علاء الدين ال رشي ..رسالة إلى الدكتور فيصل القاسم. الوطن قبل الطائفة !!!
أخي د. فيصل : بعد التحية …
نحن لا نحتاج إلى من يحدد لنا طائفة القاتل هل هو من طائفة حسون؛ أم عصام زهر الدين أم بشار الأسد!!!…. نحن بحاجة إلى من يرسخ فينا
(فكرة العدل وسيادة القانون ومحاسبة القاتل) بغض النظر عن طائفته وقوميته… وحاصل القول، إذن … إن التفخيخ الطائفي لا يرسم إلا صورة واحدة لأفول نجم الوطن من الفضاء السوري العام، إلى كانتونات طائفية وعرقية متناحرة ومتدابرة… لقد توزعت مواقف السوريين بين موقفين متعارضين؛ أحدهما: يعد أن غياب المواطنة يعود إلى (عوامل ذاتية ثقافية )،ترتبط بعيوب منهجية وقعت فيها ثقافتنا المكتوبة أو الشفاهية عبر عقود متتالية. وثانيهما: يفسر غياب المواطنة بالمحنة التي كابدها الوطن والإنسان منذ عهد الانقلاب البعثي وصولاً إلى بشار بسبب أفكار الطائفة السياسية التي تضمنت كل أنواع الاغتيال والاقصاء.
لكن وعلى الطرف النقيض من هذين المواقفين يمضي مواطنون أحرار وهم يحاولون تحميل حدث “المحنة السورية وأزمة الاصطفافات المذهبية والدم الذي يسيل والأذى ” الذي تعرض له الشعب السوري الآن ومنذ عقود إلى النظام الاستخباراتي الذي يقوم على (الطائفة الأمنية النفعية) وليس (الدينية)… طائفة بشار هم المنتفعون من كل المكونات السورية، وهولاء يتحملون كامل المسؤولية عما لاقته سوريا من إهمال سابق، ودمار حاضر، وخراب لاحق… وكل ما عاناه الشعب السوري من نسيان لمفهوم الوطن والمواطنة وإحياء التخندق الطائفي بسبب عبث النظام الأمني الطائفي… أخي د. فيصل: كنت ومازلت الاعلامي المعبر والمشرق وقدرك أن تتحدث بلغتك الإعلامية المستقلة لا بما يطلبه الجمهور .
يحب أن يكون الهدف هو أن تحسن إدراك الخطأ بسرعة، وتزيله وتنتهي منه، كما يقول دارن بوفيت.. لكن بالتجريح والتجريم العام نقع في العقوبات التعسفية والتي لن يسلم منها مكون سوري وهي تصب حتماً في خدمة النظام … إن التلاعب بالمركب الوطني والتهويش والتحريض الطائفي لن يسلم منه أحد …
فمؤخراً أصدر السيد عبد الرحمن الخطيب “الداعشي” نسبة ذبحية مبطنة فقال : نصف الدروز خونة والنصف الثاني شرفاء … انه واحد من عيدان نار الحرق الطائفي في بلدنا ؟! هذا المحرض يقدس الحرب الطائفية ويحارب اي عقل قانوني يؤمن بالعلم والسلم والقانون لبناء البلد .
لقد صدق السيد فراس طلاس عندما بين أنه (عندما يكون 85% من ضباط الجيش في سوريا علويون ، والباقي من كل الطوائف يكون النظام الحاكم نظام علوي . يعاونه البعض من بقية الطوائف . وعندما يكون أي معلمة مدرسه أو موظفة تموين أيضاً ، في أبعد محافظة سورية تخيف قائد الشرطة في تلك المحافظه لأنها علويه وهو سني فالنظام علوي . وعندما يتحكم بالأمن والشرطة والقضاء مساعدين أولين كلهم علويون يكون النظام علوي . نعم النظام السوري نظام علوي ، ولكن هل يصلح الخطأ بخطأ مماثل ، النظام علوي والعلويون جزء من السوريين ، ثورتنا ثورة حريه لتبني لا لتهدم ، مئات الاف العلويين مع النظام ، ولكن هناك ملايين معه من بقية الطوائف . هل سنجتثهم جميعاً بعد رحيل الاسد ؟؟؟ هي دعوة للتفكر في بناء بلد فقط لاغير . نعم علينا أن نحاسب ، ولكن و نحن نحاسب لنفكر كيف نصالح بعد أن نحاسب).
نحن في سوريا نعرف حجم التغول العلوي الأمني ولا يغيب عن ذهن الكثيرين أن في صفوف النظام من هم ومن غير العلويين من هم أشد قتلاً وتنكيلا للشعب السوري من العلويين. هل نعفو عن المجرم وليد المعلم لسنيته ونعاقب ماهر الأسد لعلويته؟! هل أحببناك يا د. فيصل لدرزيتك ام نقدرك لوطنيتك؟! وهل سنلاحق عصام زهر الدين لدرزيته ام لخيانته للوطن ؟! وهل تقف انت مع الثورة لكونها ثورة الطائفة السنية أم لانها ثورة وطن مهان وانسان ممتهن… نحن نعلم أن القاتل لا هوية له، وأن المقتول هم من خصوم النظام بغض النظر عن هوياتهم وأعراقهم وهناك من يقتل وقتل من العلوي وغيره؟! سيقول لي البعض إنها حالات فردية ولا تمثل الطائفة أقول : وهذا الكلام ينسحب على العلويين … المجرم يعاقب ولن نتسامح مع اي قاتل سوري بغض النظر عن طائفته وديانته.
سيقول البعض: لماذا لا يخرج العلويون بمظاهرة كي نمنحهم البراءة والوطنية ؟! أرد على هؤلاء ؛ شارك علويون في بداية الثورة، ولا نملك احصاء نسب دقيقة لمن شارك ولمن لم يشارك … ثم لسنا آلهة لنحاسب الناس ونشق على صدور العلويين وغيرهم. في العرف الثوري والوطني آيضاً والانساني والاخلاقي كذلك هناك من لا نطالبه بمظاهرة ولكن نطالبه ان يلتزم الحياد ؛ فليس كل من لم يشارك بمظاهرة عدو للوطن .
أخي د. فيصل … ان الأقليات تخاف وفكرها يختلف عن فكر الأغلبية؟ ولربما لم تنتبه لنفسك في الحلقة الاخيرة وانت تدافع عن طائفتك وهذا حقك فاخلاقيات الأقلية وأنماط تفكيرها تبحث عن مصلحتها حتى لو اصطدم الامر بمطالب الأغلبية وهنا دور الوطنيين الأحرار امثالك ان يخترقوا تصلب الأقليات بمنحهم وتعليمهم حقوق المواطنة، وسيادة العدل … الأقليات تبحث عن نجاتها أولاً؛ وانظر الى الأقليات في كل العالم؛ وعبر التاريخ اذا لم يتم دمج الأقليات العرقية أو الدينية في أي مجتمع سيتحولون إلى سكين في الخاصرة .
إن مقولة سوريا فوق الجميع هي السد المنيع في وجه بشار ويؤسفني أن أقول اي اصطفاف وتعسكر طائفي سيصب في النهاية في صالح النظام هو من ارادها طائفية فهل نسير على دربه ؟!
النظام يزول من الوجود ولكنه يصر على ان يشيع جثمانه المدنس بدم وطني مقدس بعد ان يحرق الجميع بالجميع… إن الإنسان ليس بأسرع الكائنات و لا أقواها لكنه تبين إنه اشرسها على الإطلاق و إن كانت الحيوانات المفترسة لديها مخالب و أنياب و أظافر فإن يمتلك عقلاً قادراً على الإبتكار و التفكير و التدمير و القتل في أن واحد …. ذلك هو العقل الطائفي … لكن السلاح الأقوى هو أن نعلم الناس فضيلة الالتزام بالقانون وحرمانية الدم … تحية لك اخي د. فيصل وعشت اعلامياً بنكهة وطن …
السلطة الرابعة : د. علاء الدين ال رشي رئيس المركز التعليمي لحقوق الانسان في ألمانيا ..
تنويه : مقالات الرأي تعبر عن رأي وفكر كاتب المقال , ولاتعبر بالضرورة عن رأي ” السلطة الرابعة “