السلطة الرابعة : أحمد رياض غنام .. سوريا ما بعد “كامب ديفد” بين التفاهمات الاقليمية والدولية !!!

السلطة الرابعة : أحمد رياض غنام .. سوريا ما بعد “كامب ديفد” بين التفاهمات الاقليمية والدولية !!!

رغم موجة التشاؤل الحادة والتي تعصف بأرواحنا وعقولنا  يمكن إستشعار حالة من الفرح المبّهم وهى تقترب من شغاف قلوبنا المتعبة نبضاً وألماً فحجم الحراك السياسي الدولي يزداد نشاطاً رغم عدم فاعليته .

حتى الآن ومحاولات ديمستورا البائسة تدللّ على ذلك وكذلك حراك القاهرة الساعية لدور إقليمي من بوابة المعارضة السورية  يرافقه تحرك سعودي وتركي وقطري يسعى بذات الإتجاه , يضاف إلى ذلك اللقاء الخليجي مع الجانب الأمريكي في كامب ديفيد ,والمتوقع ان ينتج عنه التصور النهائي للقضية السورية بشقيها العسكري والسياسي .

إن مراقبة التطورات الميدانية على الأرض والمحكومة بضوابط وكوابح دولية له دلالات عميقة , ومفادها ان القوى المقاتلة تسير وفق ماهو مرسوم لها على المستوى الإقليمي والدولي  بما فيها تلك القوى الإسلامية على تنوعها حيث ستكون الذراع العسكرية التي تلوي عنق النظام وتجبره في لحظة مفصلية على التسليم بالأمر الواقع ومن ثم الخضوع للحل السياسي الغير واضح المعالم حتى اللحظة .

من الملاحظ ان هناك نوع من التغاضي عن دور جبهة النصرة من حيث المشاركة الفعالة بالقتال , ولعب دور رأس الحربة في فتح المسارات الصعبة والمعقدة عسكرياً . ولكن منطلقات هذا الحل  قد تكون بين ماورد في جنيف2 وبين ماهو جديد  فرضته الظروف الموضوعية وعلى رأسها تبدل موازين القوى على الأرض والإنهاك الذي اصاب حزب اللّه وعدم قدرته على إعادة التوازن على الجبهات والموقف الروسي المتبدل بشكل طفيف وكذلك عاصفة الحزم والزخم العسكري والدبلوماسي السعودي الذي اربك الحسابات الإيرانية واضطرت الإدارة الأمريكية التعاطي معه بنوع من الخبث والموضوعية ,

 لايمكننا اليوم الحديث عن حل سياسي وسط هذا الكماش الإقليمي ولابد من توفر نوع من التوافق بالحد الأدنى من اجل خلق مناخ مناسب يمكن له ان يساهم بشكل موضوعي برسم آفاقه وطبيعته ,ومع الأسف فهذا التوافق لم يزل بعيداًويحتاج للروية والحنكة والقوة الدبلوماسية المرافقة ,مع توحيد للموقف العربي من اجل الدفع بكافة الأطراف للجلوس على الطاولة وتقديم التنازلات لتمريره .

الشيئ الوحيد الذي تتفق عليه القوى الإقليمية والدولية هو مستقبل الأسد وبعض رموز نظامه فهم خارج اي حل سياسي ولايمكن الحديث عن إعادة تعويم النظام فالمتغيرات الديمغرافية والعسكرية في سورية تبدلت بشكل جذري وإعادة المشهد الأقلوي في الحكم امر إنتهى في سورية وإلى البد .

لاشك ان الأسد ادرك ذلك وهو يعّمد على تصفية عدد من الشخصيات الأمنية والعسكرية بظروف غامضة من اجل إستيعاب عملية التغيير المتوقعة ودفن مايحملونه من ملفات واسرار ستكون موضع إبتزاز له في حال خروجه وبعض المقربين منه من المشهد السياسي وحتى يحين موعد الحل .

ستستمر المعارك المنضبطة إقليمياً وستوزع المهام على القوى المتصارعة على المستوى المناطقي  من اجل توفير مناخ الأمن للمدنيين وإعداد الترتيبات الضرورية للقيادة السياسية التي ستمسك بالسلطة بشكل مؤقت وستكون هذه المهام مناطة بجيش الإسلام في دمشق وريفها وجيش الفتح في إدلب وريفها وهما جيشان مرتبطان بالتفاهمات الإقليمية وسيلعبان دوراً مهماً وبارزاً في المرحلة القادمة .

اما القيادة السياسية المتوقعة للمرحلة الإنتقالية فستكون من جميع المكونات السورية وسيكون هناك من هم على مقربة من النظام ومن الداخل ايضاً واعتقد اننا سنشهد تنازلات من كافة الأطراف ولن يكون حلاً سياسياً مرضياً للكثيرين ولكن على الجميع ان يدرك ان الثورة لاتملك قرارها المستقل إن كان بشقها العسكري او السياسي وبالتالي لايمكن الحديث عن حلول ترضي الجميع فنحن محكومين بمعادلة دولية تتحكم بكل مفاصل الثورة والتمرد عليها يحتاج لقوم جبارين …

10626547_359190220897408_2902306497939010041_n

السلطة الرابعة : أحمد رياض غنام 

تنويه : مقالات الرأي تعبر عن رأي وفكر كاتب المقال , ولاتعبر بالضرورة عن رأي ” السلطة الرابعة “

شارك