
السلطة الرابعة : محمد صالح عويد ..رايتنا معمّدة بالدم والشهداء لا زالوا ينتظرون تحرير الوطن !
لنهدأ قليلاً ونقيّم بتروّي ما آلت إليه الأمور بما يخدم أهداف ونتائج الثورة المنشودة وخلّونا نسلسل المواقف ونحلل مآلاتها :
خرج وهو مدفوع ببرنامج محدد الملامح وتسوّل من المتسولين اصلاً ، مثل هذا اللقاء لينال والإتلاف إعترافاً دولياً لتولي ومتابعة سلطة الإستبداد وإعادة أجترار الوجبة المسمومة لكنه يقول وحسب ما توارد :
لا يقبل لؤي حسين علم الثورة ولا إدارة الائتلاف للمناطق المحررة ويعتبر أن “النظام تغير كثيرا خلال السنوات الأربع الماضية وبناء عليه فإن تغييره في المستقبل بات أمراً متغيراً” كما قال بالحرف.
أهم ما في الأمر هو اتفاق الطرفين على طلب “حماية” لبعض المناطق في سوريا من “الحرب”.
والسؤال : من ستحمي تلك الحماية في تلك المناطق قبل إسقاط النظام الذي تغيّر كثيراً؟!!!
يبدو أن القبّعات الزرقاء الدولية ستدخل لحماية أقليّة واحدة فقط ،/ وهذا ما توقّّعته شخصياً وكتبت عنه منذ بدء انشقاقات جنود سورية الاحرار عن ميليشيات القتل الطائفية نهاية 2011 بأن التقسيم والحماية للكانتون الطائفي ستكون باخر المطاف / ومن يجب أن يطالب بضمانات دولية قادمة لحمايتهِ هو الشعب السوري الثائر ضد الطغيان ودفع ولا زال يدفع وستبقى الفاتورة مفتوحة حتى يعيد الغرب وأمريكا إنتاج نظام بوجوه وأيدي دموية تناسبه كما السابق وربما أشدُّ وأكثر وحشيّة مما سبق ..
لماذا لم يتسنى للمناطق التي تم تدميرها وتهجير واعتقال أهاليها توفير هذه الحماية القادمة للساحل ولمركز العاصمة !؟
لو أعلنوا خلال مؤتمرهم الصحفي :
* انضمام تيار الدولة بغض النظر عن عدده وقوة تمثيله التي لا تتجاوز عدد أصابع اليد كما تمثيل الاتلاف وهيئة التنسيق / بدون byd وبنادقها العمياء المافيوية المأجورة / لقوى الثورة وانضوائهم تحت شعاراتها بإسقاط النظام وحل المؤسستين البوليسيتين الوحشيتين : الجيش وأجهزة الأمن
* لو طالبوا خلال المؤتمر الصحفي المأفون تحكيم العدالة ومحاسبة كل من تلوث بالدم والمال وتعذيب ونهب السوريين كمجرمي حرب ولا يمكن إعادة تأهيلهم ولا إعادة إدماجهم بالعملية الإجتماعية والإقتصادية والسياسية القادمة بعد تحرير سورية ومحاسبتهم بعدلٍ وإنصاف بغض النظر عن طائفتهم ..
* لو طالبوا بدولة ديمقراطية ومدنية قائمة على تكافؤ الفرص وإدارة التكنوقراط وبعيداً عن المحاصصة والتطييف
* لو اعلنوا اعتذارهم للشعب لتأخرهم بالإنضمام لصفوف الثورة المباركة
* لو طالب لؤي حسين بإزالة اعلام وحدات حماية الشعب الكردية byd خلال زياراته المتكررة للقامشلي منذ بدء الثورة أو تدارك هذا متأخراً في مؤتمرهِ / الميمون مع المتسوّل خوجة أبن الإخوان البار بابيه /
* لو طالب بإلغاء رايات الإحتلال الإيرانية والطائفية التي ترفعها مليشياتهم الوضيعة الهدف والمنشأ والغريب على سوريتنا كما يدّعي
* لو طالب بمؤتمرهم التعريصي هذا أن تكون سورية كلها ساحة مفتوحة لإدارة منظمات المجتمع المدني اللامتحزّبة وتعميم ثقافة المجتمع المدني واسترجاعها من استلاب النظام كأدوات وتعميم المطالبة بثقافة العدالة القادمة وقيم المجتمع المدني بعيداً عن التلميحات الطائفية القادمة بقوّة
* لو اعتبروا أن الساحل الذي لم تدخله جحافل الهمج التشبيحية وتحلّق طائرات الوحوش لتدميره بالبراميل وإبادة اهله بالكيمياوي والكلور وغاز السارين ، هو ساحة مفتوحة وبيوتها ملاذاً ليستقبل كل بيت عائلة مشرّدة من الملاجئ والمنافي للتعايش وطرح مبادرة وطنية كهذه حتى يُعاد بناء ما تم تدميره بيد سادتهِ وأمراء نعمته كمحاولة وطنية ومبادرة ذات قيمة وطنية رائعة وفتح حسينياتهم وملاذاتهم ومؤسسات الدولة هناك لتكون مدارساً لأطفالنا المحرومين من العلم والتعليم منذ خمس سنوات .
* لو تمّ المؤتمر التعريصي الدولي هذا بالتنسيق والمبادرة لإعتصام مدني عام يشمل جميع المناطق التي تحت سيطرة النظام ويدّعي تيّار بناء الدولة أنه يمثّل طائفة ما يريد حمايتها من التدمير الشامل الذي حاق ببقية السوريين ليكونوا عوناً لبقية السوريين لإسقاط النظام بسرعة وكشف عورته وتمزيق أكاذيبه ومواجهة مخططات الغرب لتدمير ما بقي من سورية بيد أبنائها .
*لو تقدموا للعالم الوضيع المتواطئ بتأمين حماية دولية وحظر جوي ولو جاء متأخراً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من اشلاء وأسمال الوطن ولعموم سورية وإيقاف طيران المحتل الاسدي – الإيراني ليترك فسحة قصيرة ومناسبة لإسقاطه بيد أحرار سورية .
ربما لتغاضيت كشخص عن إزاحة راية الثورة التاريخية وقبلت برفع راية الشيطان ….
لا يحضرني هنا سوى ذكرى نزول القوّة الألمانية البحريّة التي نزلت على الساحل خلال الحرب العالمية الثانية 1942 ….يبدو أن الكثير من النِعال والبِغال المهجنة تريد الإستمرار ببيع الوطن وربط عجلته بابائهم المجهولين والإصرار على أنهم مجهولي النسب ولا ينتمون لسورية الحرّة التي يكرهون لها ولأهلها الحرية والكرامة والعدالة والسؤدد ….
السلطة الرابعة : محمد صالح عويّد – ألمانيا – فوبرتال
تنويه : مقالات الرأي تعبر عن رأي وفكر كاتب المقال , ولاتعبر بالضرورة عن رأي ” السلطة الرابعة “