
السلطة الرابعة : أحمد رياض غنام .. حادثة العلم والدور ” العــــــــلوي ” المنتظر !!!
إنشغلت معظم القوى السياسية والنشطاء بحادثة إزاحة علم الثورة بضعة امتار للوراء .
دون إدراك لفحوى العملية والرسالة التي اريد توجيهها من قبل السيد رئيس الإئتلاف والمعارض العلوي لؤي الحسين .! كل ماحصل في هذا المؤتمر الصحفي كان مخطط له منذ البداية , وقبل وصول المعارض العلوي لؤي الحسين إلى إستنبول ، عاصمة الوفاق الخفي والعداء المعلن للنظام .! اي ان استنبول كانت على علم بكل التفاصيل التي تمت قبل وبعد اللقاء .
وهذه ليست تهمة بقدر ماهو توضيح للدور الحقيقي الذي يلعبه محور تركيا قطر ، وهو محور قوي يمسك بالكثير من القطب المخفيّة في الثورة السورية , وقبل عبور المعارض العلوي لؤي الحسين إلى إستنبول والوصول إلى البوديوم ، وإجراء هذا المؤتمر الصحفي كان لابد من تخريجية وإعداد مسبق لضمان نجاح المهمة التي ارسل من اجلها .
لؤي الحسين جاء كمعارض علوي يسعى لتنظيم وإقرار دور سياسي للطائفة العلوية في مستقبل سورية الحرة ، وكذلك رسم التصور المناسب الذي تم التوافق عليه بين شخصيات امنية وعسكرية وسياسية من داخل النظام بل من صلبه . ومن اجل ذلك تم إستضافة لؤي الحسين في مكان يقال له السجن وهو ليس بكذلك حيث يستطيع تمرير كتاباته عبر الفيس بوك دون اي إحراج في حين ان الناشط العادي من السنة او المشتبه به تمرر رسالته لرب العالمين حيث الموت بإنتظاره .!
لقد جرت مروحة واسعة من الإتصالات بين تيار بناء الدولة ومن خلال الدكتورة ريم التركماني والسيدة منى غانم والبعض الآخر … من أجل التحضير لخروج لؤي الحسين لخارج سورية وبإشراف كامل من سلطة النظام .
وبتفاهم مع بعض الشخصيات المستقلة والبعض من اعضاء الإئتلاف وذلك لشرح رؤية الطائفة العلوية لعملية التغيير التي توافق عليها وذلك بعد وصولهم لقناعة راسخة بقرب إنهيار النظام .
اي انهم ادركوا اخيراً بعبثية فكرة الإستمرار بالحكم من خلال المؤسسة الأمنية والعسكرية فقط ، وصار لزاماً عليهم المسارعة للعب دور سياسي موازي لعملهم العسكري والمخابراتي من اجل الإستمرار بالسلطة بالعموم والتخفيف من وقع عملية التغيير السياسي والأمني والإجتماعي المتوقع حيث يخشون من تهميش وإزدراء وتحقير من الكثير من ابناء سورية وخاصة القوى والحواضن الشعبية الأكثر تضرراً وألماً ومعاناة .
وكان لمحور قطر وتركيا رأي مماثل ويتطابق مع هذا التصور ومن هنا جائت ترتيبات المؤتمر الصحفي ، المرعي سياسياً من الكثير من الدول الغربية والعربية وكذلك امريكا وروسيا وإيران والصين .
حادثة إبعاد علم الثورة كانت مطلباً من الطائفة العلوية ، وليست رغبة من رئيس الإئتلاف المحكوم بتوافقات وإجندات تفرض رأيها على كافة قوى الثورة وليس على الإئتلاف وحده . والخطوة القادمة ستكون برفع علم النظام إلى جانب علم الثورة . من اجل العبور إلى المرحلة الإنتقالية بتشاركية كاملة بين قوى الثورة والطائفة العلوية وبعض المكونات التي قاتلت إلى جانبها ..
لقد كانت رسالة واضحة لم يستوعبها البعض ، ولم يفك لغزها كونها عصيّة عن الفهم المدرك لطبيعة الثورة السورية وتضحياتها ، والراية التي يفترض ان تكون مقدّمَة على كل الرايات , وكذلك كان لابد من إحترامها وذلك بوضع علم النظام وعلم الثورة للمزيد من المصارحة والشفافية والقول للناس بأن لؤي الحسين معارض علوي يحمل هم وتطلعات الطائفة العلوية حصراً وعلم سورية الحالي هو من يمثل هذه الطائفة .
وليس بالتكاذب والنفاق وعدم الوضوح وإصدار البيانات التي تنسب كلمة قامة وطنية على كل من هب ودب ..!
السلطة الرابعة : أحمد رياض غنام .. النمسا
تنويه : مقالات الرأي تعبر عن رأي وفكر كاتب المقال , ولاتعبر بالضرورة عن رأي ” السلطة الرابعة “