السلطة الرابعة :شيخ المناضلين الكورد في إيران عبد الله حسن زاده. مهاباد إنتفاضة جماهيرية غاضبة !

السلطة الرابعة :شيخ المناضلين الكورد في إيران عبد الله حسن زاده. مهاباد إنتفاضة جماهيرية غاضبة !

أكد «شيخ المناضلين الأكراد الإيرانيين» عبدالله حسن زاده أن ما حصل في مهاباد والمدن الكردية الأخرى في إيران هو انتفاضة شعبية، وأن الأحزاب الكردية اصطفت خلف الجماهير في انتفاضتها.

وأمل حسن زاده، في مقابلة خصّ بها «المستقبل»، في أن يتضامن كل الأكراد مع مهاباد والمدن المنتفضة في إيران، آخذاً على المعارضة الايرانية أنها لم تقدم الكثير دعماً لانتفاضة الأكراد. أما دولياً فلا يأمل شيخ المناضلين الأكراد الإيرانيين شيئاً من المجتمع الدولي، مطالباً بتضامن عربي أكبر من أكراد إيران.

وشيخ المناضلين الأكراد من مواليد سنة 1938، دخل الحياة السياسية في سن مبكرة، وكان عمره 13 سنة، وقد نال عضوية عاملة في الحزب الديموقراطي الكردستاني ايران، حتى سنة 1969، حيث انتخب عضواً في اللجنة المركزية للحزب، وفي سنة 1971 انتخب لعضوية المكتب السياسي، وشغل منصب مساعد الأمين العام للدكتور عبدالرحمن قاسملو ثلاث مرات، وانتخب أميناً عاماً للحزب سنة 1995 وبقي في موقعه حتى سنة 2003.

وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

الشرارة التي أطلقت الانتفاضة

في تأكيد عمَّا سبق ذكره بشأن الشرارة التي أدت الى اندلاع الانتفاضة، قال حسن زاده: «إنه في 5 أيار الجاري تعرضت الفتاة الكردية فريناز خسرواني حاملة شهادة البكالوريوس، والتي تعمل في فندق «تارا» في مدينة مهاباد الى اعتداء جنسي من قبل أحد عناصر الأجهزة الأمنية الإيرانية، وعندما لم تجد منفذاً للهرب رمت بنفسها من الطابق الرابع لإنقاذ شرفها وماتت في الحال».

وأضاف أن الحادث «تسبب بإشعال غضب جماهيري عارم ومطالبة واسعة بمحاسبة الضابط المجرم الذي تسبب بمقتل خسرواني، وعندما وجدت الجماهير أن السلطات الايرانية لم تعر أي اهتمام لاحتجاجاتها صعّدت تحركها وهاجمت في السابع من الشهر الفندق الذي وقع فيه الاعتداء على الفتاة، وهناك معلومات عن تواطؤ صاحب الفندق مع ذلك الضابط، فأضرمت فيه النيران، وأسفر الحادث عن جرح واعتقال العشرات من المواطنين لا يُعرف مصيرهم إلى الآن».

وعن موقف الأحزاب الكردية الإيرانية من الأحداث، قال حسن زاده، بـ»طبيعة الحال وقفت جميع الأحزاب والمنظمات الكردية التقدمية في إيران بجانب الجماهير المنتفضة ودانت بشدة هذه الجريمة النكراء كما دانت موقف النظام الإيراني المتفرج من الحادث المؤلم».

وعن دور الأحزاب بالانتفاضة التي امتدت من مهاباد إلى مدن أخرى، أبدى اعتقاده بأن «هذه الانتفاضة هي رد فعل جماهيري لاعتداء مجرم تعرّضت له الفتاة ولسياسة اللامبالاة التي غالباً ما تتخذها السلطات الإيرانية تجاه أي اعتداء يتعرض له المواطن الكرد في إيران من قِبَل عناصر هذا النظام اللامسؤول. ولكن لا يخفى ان الأحزاب والمنظمات المعارضة، لها جماهيرها كل بحسب امكاناتها وهي تعمل جاهدة في مساندة ومعاضدة الجماهير الغاضبة والعمل على دفعهم باتجاه رفض سياسات النظام بحق المواطنين في إيران والأكراد منهم بوجه خاص».

الربيع الإيراني

وعن تقويمه لرد فعل المعارضة الإيرانية، قال حسن زاده: «بصراحة كنت شخصياً أتوقع مواقف أكثر فعالية ومساندة من جميع أطياف المعارضة الإيرانية، حيث اكتفى معظمهم بنقل الحادث كخبر ساذج إن لم تتخذ موضع السكوت والتفرج والمرور مرور الكرام على الحادث».

وبشأن تأخر «الربيع الإيراني» اعتبر انه يرجع «ان كان هناك ربيع، بالدرجة الأولى، إلى تشتت اطياف المعارضة والى تواجد قيادات معظمهم، إن لم نقل كلهم، في البلدان الخارجية حيث لا يشعرون كثيراً بآلام وآمال الجماهير التي تعاني من وطأة هذا النظام الجائر ولا يعيشون ما يعيشه المواطنون في داخل إيران».

لا أمل في الغرب

وعمّا يتوقع من الغرب في ظل مفاوضاته مع إيران، قال: «شخصياً أرى أنه من العبث أن نتوقع كثيراً من البلدان الغربية التي تفكر بطبيعة الحال قبل كل شيء بمصالحها الوطنية من دون ان يكون لدي أي ملاحظة على هذا الواقع، حيث تقع مسؤولية خلاص إيران على عاتق الإيرانيين وأحزابهم السياسية وليس على عاتق أي طرف خارجي. ولكن من المعقول والمشروع أن نتوقع من الغرب وجميع الأطراف ان لا يغضّوا الطرف عن نقض حقوق الانسان وهضم حقوق المواطنين في إيران في سبيل سكب مصالحهم المادية او ازاء موافقة السلطات الايرانية على التخلي عن برامجها النووية، خاصة انها ليست بأي حال ملتزمة بأي عهد تقطعه على نفسها كما أثبتت التجارب».

المأمول عربياً

وعمّا يأمله أكراد إيران من الدول العربية، قال حسن زاده: «ما ذكرته بشأن الدول الغربية يشمل الدول العربية أيضاً بفارق أن الدول العربية تربطها علاقات تاريخية اجتماعية دينية وغيرها بشعوب إيران ومن المشروع ان نتوقع منهم تضامناً أكثر مع نضالات هذه الشعوب للخلاص من نير الدكتاتورية والحصول على حقوقهم المشروعة من الحرية والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات.

التضامن الكردي

ورداً على سؤال حول ما إذا كان أكراد العراق وتركيا وسوريا يساندون أكراد إيران، أوضح: «تلمسنا في الأيام الأخيرة من اخواننا الأكراد في العراق وتركيا وسوريا مشكورين تضامناً مع المنتفضين في مدينة مهاباد اثر حادث الاعتداء على الفتاة فريناز خسرواني. وإذ أشكرهم على هذا الموقف المشرف لا أستطيع أن أخفي بأنني شأني شأن كل كردي إيراني أتوقع منهم وخاصة من اخواننا في كردستان العراق تضامناً أوسع وأكثر فعالية بما أنهم يتمتعون لحسن الحظ بموقف أفضل من سائر أقسام كردستان».

وبشأن المؤتمر القومي الكردستاني، قال: «بكل صراحة كنت ولا أزال أعتقد بأن عقد المؤتمر الكردستاني بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى بعيد عن متناول أيدينا في الظروف الداخلية والاقليمية والدولية التي تعيشها الأمة الكردية وحركتها القومية. أتمنى أن أكون على خطأ وأن ينعقد مؤتمر كهذا في أقرب وقت ممكن».

وخاطب الأكراد في مختلف الدول، قائلاً: «ما أريده وأتمناه من الأكراد في إيران وسائر أقسام كردستان وفي كل مكان من هذا العالم ليس إلا التعاطف والتعاضد في ما بينهم والاعتماد على قواهم الذاتية في نضالاتهم التحررية، حيث انني أعتقد بأن كل الاعتبارات الاخرى إن وجدت ليست إلا عاملاً جانبياً مساعدا لقدراتنا الذاتية، ولا أقصد بهذا نهائياً التقليل من شأن مساعدة الخيّرين لنا في هذه المسيرة النضالية الطويلة».

وعمَّا اذا كان راضياً عما تحقق كردياً، قال: «هناك قول يرد على ذلك: «ليس من المهم ان ينتصر المرء في نضاله بالحياة، المهم ان يقول يوم مماته اني فعلت ما في استطاعتي… أنا لا أدعي انني قمت بكل شيء لكنني مرتاح بما قمت به لشعبي الكردي وحركته التحررية، وأعتز بأن حزبنا لم يرتكب أي خطأ يضر بمصالح وقضية الشعب الكردي».

السلطة الرابعة : أربيل ـ مسعود محمد … المستقبل

شارك