
السلطة الرابعة : عبد الجليل السعيد … الملف السوري على طاولة محمد بن سلمان ، فما الجديد؟
لتجديدُ بكل معنى الكلمة هكذا هو وصف المراقبين للسياسة السعودية الخارجية ، ولعل الدماء الشابة التي تجري في عروق أحفاد الملك المؤسس عبدالعزيز صناع القرار هذه الأيام في بلاد الحرمين الشريفين تدعونا للتوقف مراتٍ ومرات عِند نشاط ولي ولي العهد السعودي ” محمد بن سلمان ” الذي بدء بجولات عربية ودولية يحفها الكثير من الكتمان ويسيل حبرٌ غزيرٌ في تحليل غاياتها وأهدافها ومضامينها .. فمن الإمارات والبحرين وكذلك الكويت إلى مصر وكامب ديفيد مروراً بموسكو قبل أيام وصولاً إلى قصر الإليزيه بباريس الذي يستعد ساكنه الرئيس ” فرانسوا هولاند ” لإستقبال بيت سر الملك سلمان الأمير الشاب وزير الدفاع ..
ومهما يكن من أمرٍ فلابد لنا كـ سوريين أن نتسأل : ماهو جديد الملف السوري وقد صار على طاولة هذا “البرنس الجديد” كما تتحدث عنه صحف الغرب ووسائل إعلامهم ؟ فمن المعروف أن صانع القرار السعودي مشغولٌ كل الإنشغال بملف الجار اليمني غير السعيد بسبب ميليشيات الحوثي وحليفهم عفاش المخلوع ، ولكن سلمان الحزم عازمٌ على الأقل كما تقول خاشقجيات جمال : على إحداث تغيير قريب ليس بالغريب حيال المشهد السوري المتخم بإجرام بشار الأسد والجماعات المتطرفة المتحالفة معه ، ولعل لقاء بن سلمان بالرئيس الروسي بوتين حوى اتفاقات ضمنية حول مصير محتوم لـ نظام الأسد الذي يتوجس خيفة من كل تحركٍ سعودي في الوقت الحالي، وأبرز تلك المخاوف تخلي مافيا الكرملن الحاكمة عن كثير من الدعم لتلك العصابة في الآوانة الأخيرة ، أما التوافق السعودي خصوصاً والخليجي عموماً مع الشقيقة مصر حول مصير الأسد فقد أجاب عنه الرئيس السيسي نفسه حين لمّح لزواره من اللبنانيين بضرورة أخذ الحيطة والحذر من سقوط وشيك وقريب للمنظومة الأسدية التي تلقت صفعة مؤلمة حملتها وثيقة القاهرة مؤخراً خلال إجتماع المعارضة السورية ، كما يجمع المراقبون على تقارب تركي – سعودي توجهُ لقاء ولي العهد محمد بن نايف بالرئيس التركي أردوغان قبل أشهر قليلة .. ولاشك أن إجتماع الرياض الخاص بالمعارضة السورية سيكون صاحب الكلمة الفصل في كل هذه وتلك التحليلات المقرونة بسيلٍ من التصريحات والمعلومات ..
وعليه فمن المؤكد لدى المتتبعين أن إنتخابات رئاسة الإئتلاف السوري – والتي اقترب موعدها – ربما تحمل حدثاً غير متوقع بعودة الزعيم الإئتلافي الأشهر والأقرب إلى قلوب السوريين و البيت الخليجي وكذلك صانع القرار الفرنسي فضلاً عن الأمريكي أحمد الجربا ، الرجل الغائب إعلامياً والحاضر عملياً كان قد دفع بأعضاء كتلته الديمقراطية إلى أتون معارك تل أبيض الأخيرة ليكونوا شاهدين وفاعلين في المشهد الوطني الجديد والمصنوع من قبل القوات المشتركة ” الكردية والعربية وغيرها ” والمدعومة من قبل طيران التحالف بقيادة الولايات المتحدة لطرد داعش من الحدود الشمالية لسوريا .. هذه الأحداث تغرقنا بتفاصيلها يوميات الحرب السورية لكنها بنفس الوقت تلخص لنا الرؤية السعودية المتمسكة بالحل الجذري ولربما الفوري للمسألة السورية التي استعصت على الحل ، وكما تقول العرب : الأيام حبلى بكل جديد ، وإن غداً لناظره قريب .
السلطة الرابعة : السويد : عبد الجليل السعيد
تنويه : مقالات الرأي تعبر عن رأي وفكر كاتب المقال , ولاتعبر بالضرورة عن رأي ” السلطة الرابعة “