السلطة الرابعة : طه الحامد… الإئتلاف الوطني رغم الكوارث ” مستمر ” بزرع الفتنة العرقية !

في الوقت الذي تسارعت فيه النخب الوطنية والثقافية والسياسية السورية لتبريد أجواء الإحتقان و إيقاف التحريض القومي بين الكورد والعرب على خلفية المزاعم والتقارير الكيدية الخاصة بكري سبي تل أبيض وإحتمالية حصول تهجير وتطهير عرقي من قبل وحدات حماية الشعب …في هذا الوقت أصدر الإئتلاف تقريراً يفتقر إلى أبسط أنواع المهنية , معتمداً على مصادر غير معروفة ورصد فيسبوكي ساذج .
في نظرة سريعة على تقرير اللجنة التابعة للإئتلاف حول أحداث كري سبي تل أبيض يجد المرء حجم السقاطة السياسية والأخلاقية لهذا الجسم المعارض وحجم إبتعاده عن المسؤولية الوطنية لصالح أجندات خارجية على عداء تاريخي مع الشعب الكوردي وحريته .
لا سيما إن الإئتلاف لا يصلح لأن يكون حكماً وخصماً بنفس الوقت , كونه وعبر تصريحات وبيانات رسمية عديدة إتهم مسبقاً قوات حماية الشعب وحزب الإتحاد الديمقراطي بالإرهاب تماشياً مع رغبة أنقرة حتى قبل حدوث ما زعم إنها انتهاكات في الحسكة وكري سبي .
1 – بدء التقرير بإن وحدات حماية الشعب هي الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي !! وهذا كلام غير صحيح لأن حزب ب ي د جزء من منظومة حركة المجتمع الديمقراطي مثله مثل أي مؤسسة أخرى تعمل ضمن هذا الإطار , فوحدات حماية الشعب ليست وحدات قومية كوردية خالصة بل تضم ضمن صفوفها نسبة25 بالمئة من العرب والسريان والآشورين و قد قدم أبناء تلك المكونات شهداء موثقة أسمائهم بالصور وأشرطة فيديو لمراسيم العزاء في معارك مكافحة الإرهاب وصد الدواعش .
وأراد الإئتلاف إقحام إسم الحزب على خلفية معروفة متعلقة بالموقف التركي وبعض احزاب المجلس الكوردي من هذا الحزب .
2- يقول التقرير إن التجاوزات التي وقعت تنوعت بين إرسال رسائل تهديد عبر الاتصالات الهاتفية، أو عبر صفحات التواصل الاجتماعي من أشخاص محسوبين على الحزب مثل صفحة (خابات علي -khabat Ali) . ومتى كانت مواقف الأشخاص على صفحات الفيسبوك الشخصية مصدراً لتوثيق معلومات خاصة بإنتهاكات حقوق الإنسان ؟ ألا يدعو ذلك للضحك ؟ أي شخص قادر على عمل صفحة فيسبوك ويضع اسم ليس له وصورة ليست له ويبدأ بالتهديد والوعيد على إنه عضو في جماعة ما !!
ثم السؤال الأهم من أين للذين إتصلوا مهددين معرفة أرقام هواتف عشرات الآلاف من هؤلاء ؟ وكيف تم الإتصال مع مئات القرى عبر الهواتف التركية وكيف عرفوا إنهم عرب ؟الذي تلقى التهديد عبر الهاتف هو شخص يدعى احمد حاج صالح فقط لأنه نشر رقم هاتفه على صفحته الشخصية وتلقى شتائم نتيجة قيادته للفتنة وتحريض العرب والكورد على بعضيهما حسب وجهة نظر من هاجمه .
ومنذ متى كان الاتصال الهاتفي من مجهول وثيقة ومستند للإتهام ؟؟ الآن لدي أرقام عدة أعضاء من الإئتلاف ..سأتصل بهم دون السماح بإظهار الرقم !!وأقول أنا سمير متيني وسوف أعلقكم من أرجلكم !! هل يعني ذلك إن سمير إتصل ويجب توثيق ذلك فوراً وكأنه مستند ضد سمير ؟
3- يذكر البيان إنه كتبت عبارات عنصرية على الجدران ضد العرب !! طيب يا فهمانين شو عرفكم من هو ومن أي قومية أو أي حزب ذلك الذي كتب تلك العبارات إن وجدت أصلاً ؟ وكيف عرفتم إنهم من قوات حماية الشعب وليست جهات استخباراتية تابعة لتركيا مثلاً أو داعشية لنشر الفتنة والذعر ؟؟
4-يقول التقرير ان عمليات النزوح حصلت قبل دخول قوات حماية الشعب !! إذاً كيف تتحدثون عن تهجير قسري , والمعروف إن التهجير القسري يكون وجهاً لوجه . وكيف تتهمون قوات حماية الشعب وانتم تقولون الناس هاجرت قبل مجيئ القوات ؟
5- ويقول التنقرير إن النزوح حصل قبل وصول قوات حماية الشعب لأن المواطنين سمعوا بالأخبار إن قوات حماية الشعب سوف تبيدهم . يعني تهجير وهروب إعتماداً على الإشاعة . وتلك الاخبار الكاذبة روجتها كتائب خاصة تابعة لداعش وبعض القنوات والوسائل الإعلامية كي يدخلوا الرعب والخوف في قلوب المدنيين وجعلهم يهربون وثم الشغل على ذلك على إنها حملة تهجير قامت بها قوات حماية الشعب .
6-يذكر التقرير اسماء القرى التالية , عبدي كوي، الثورة، باب الهوى، الضبعة، المنكلّي، مدلج، وقره شرف، وهذه القرى أهلها متواجدين فيها ولم يغادروها إلا ليوم واحد وعادوا أدراجهم بعد التأكد من كذب الإشاعات التي روجها الدواعش بإن الكورد سوف يقتلونهم . السيد قاسم الخطيب عضو الإئتلاف من الكتلة الديمقراطية وإبن مدينة الرقة المعروف بمعارضته وتاريخه قام بزيارة تلك المناطق وصولاً إلى عين عيسى وصرح للإعلام إنه لا توجد عمليات تهجير ولا تطهير وكل مايشاع مجرد تلفيق . وانا يأذني سمعت كلامه عبر إتصال صوتي بادر هو بالأاتصال مشكوراً وهو حي يرزق والآن في القاهرة .
7- عند الحديث عن حمام التركمان في التقرير يتم إقحام دعاية مفادها نية الكورد إقامة دولة كوردية وهذا دليل واضح على ولدنة وغباء من كتب التقرير …قال شو بعض الأهالي البسطاء والفلاحين قالوا الكراد بدهم يعملوا دولة …لا حول ولا قوة إلا بالله على هيك توثيق!!
8-ويقول التقرير , أنها طلبت من قوات الحماية السماح لهم بدخول منطقة تل أبيض لمعاينة الواقع، وزيارة الأماكن التي تحدث عنها الشهود، والوقوف على حجم هذه الانتهاكات، لكن تكرر رفض هذا الطلب !!
وهذا دليل صارخ على التزييف وإن التقرير كتب في استانبول وغازي عنتاب دون شهود ودون مشاهدات ميدانية , كتب التقرير عن قال و قيل ونقلاً عن , ورواه فلان عن فلان , يقرون بمنعهم من الدخول و يعترفون بأنه لم يسمح لهم بالدخول ويتحدثون بإسم اللجنة التي لم تدخل أصلاً عن مشاهدات وإفادات لا صوت ولا صورة ولا أسماء .

السلطة الرابعة : طه الحامد

تنويه : مقالات الرأي تعبر عن رأي وفكر كاتب المقال , ولاتعبر بالضرورة عن رأي ” السلطة الرابعة “