السلطة الرابعة : مقال هام : فواز تللو … كيف نرد على المجازر !!!

السلطة الرابعة : مقال هام : فواز تللو … كيف نرد على المجازر !!!

المجازر اليوم ليست في دوما فقط، بل في درعا وداريا وأمس في وادي بردى وقبله في عربين، وقبله في إدلب وحلب وريفها، نعم الغضب شديد، فنظام العهر الطائفي يرد على هزائمه العسكرية باستهداف المدنيين، أربعون من أنذاله قتلوا منذ الأمس مثلاً على جبهة حرستا وحدها وأبطال داريا والزبداني وجوبر يمرغون النظام الأسدي والإيراني “العقائديين” بالتراب، فيرد بقتل المدنيين في دوما وغيرها، السؤال هو كيف يكون الرد على ما جرى في دوما ووادي بردى وداريا وجوبر واليرموك والزبداني وقبلها ما يجري يوميا في حلب وريفها، كيف نرد على مؤامرات التهجير الطائفي الشيعية – العلوية الإرهابية:
سياسياً من قبل المعارضة بإعلان لا يقبل التأويل من قبل أي معارضة عن وقف أي حديث عن أي مفاوضات قبل فرض حظر شامل في سوريا وإبعاد السفاح بشار أسد خارج سوريا أو قتله وإصدار قرار من مجلس الأمن يدين صراحة وحصراً السفاح ونظامه وإيران باعتبارها قوة احتلال مع إحالة الملف إلى محكمة الجنايات الدولية دون تلكؤ وتمثيليات لجان التحقيق. إن تبني هذا الإعلان الواضح من عدمه هو الذي سيحدد من يتاجر بالثورة بسفالته، ومن يغامر بها بسذاجته، ومن يبيعها بعمالته.
عسكرياً من قبل الثوار يكون الرد باستهداف وقصف كل تجمعات ومناطق النظام وأنصاره الطائفيين الأقلويين في أي مكان وجدوا فيه في سوريا وبأي وسيلة ولأي طائفة انتموا، ويكون الرد لوجستياً باستهداف وقطع كل ما أمكن من وسائل الحياة مثل الماء والكهرباء وخزانات الوقود وطرق المواصلات في المناطق التي يسيطر عليها النظام وما حولها وأولها مدينة القسم المحتل من دمشق المحتلة وحلب وحمص والساحل، وهي مسؤولية كل من يستطيع الوصول لهذه المناطق بأي طريقة.
ويكون الرد من قبل الدول الحليفة للثورة، وأعني بها تحديداً السعودية وتركيا وقطر برمي الخطوط الحمراء الأمريكية تحت أقدامهم قبل أن تصل النار الإيرانية بمساعدة أوباما إلى غرف نومهم، وتزويدهم للثوار بكل فصائلهم بالسلاح النوعي من مضاد طائرات ودروع وذخيرة بكميات مفتوحة دون قيد أو شرط، وتنفيذ حظر جوي عبر تحالف تركي – عربي سيضم فقط أشراف العرب لتأمين حماية كاملة للمدنيين في كل مناطق سوريا بوجه النظام الطائفي مع ضربه وضرب أي قوات طائفية إيرانية وقطع الحدود مع لبنان والأردن عبر غطاء جوي يمنع أي حركة مدنية او عسكرية بما يضمن حصاراً خانقاً على النظام وحلفائه، وتبني هذا التحالف للشروط السياسية في الفقرة الأولى للحديث عن أي مفاوضات حل سياسي.
هكذا يكون الرد، فمجاز دوما اليوم ووادي بردى أمس وقبلها عربين هي نقطة في مجازر يومية لا تنتهي في كل أنحاء سوريا، وكما مؤامرة تهجير الزبداني ودعم الإرهابيين الكرد من عصابات حزب العمال وغض النظر عن احتلال إيران، كلها ليست إلا مؤشرا، يحتاج ردا شاملا، لا موقفاً انفعالياً آنيا فقط تعود بعده مؤامرات التفاوض والمماطلة إلى مجاريها (مشتقة من مجاري المياه الوسخة).
أيضاً، كل مقاتلي الغوطة هم من أهلها ومعهم بعض السوريون، كلهم يقاتلون النظام حتى لو اختلفوا فيما بينهمً، واستغلال مجازر النظام اليوم في دوما للنيل من القادة العسكريين في الغوطة هو عمل لا يقوم به إلا نذل خائن وقد ظهروا اليوم في أكثر من موقع، تصوروا شخصا يقول أنه “معارضٌ (أو معارضة) يمثل الثورة” يحظى باهتمام شديد من المجتمع الدولي المتآمر وممثله دي ميستورا يصب جام حقده وغضبه في مجازر دوما على قادة الثوار المعارضة المسلحة محملاً إياهم المسؤولية.
أيضاً من غير المقبول أن يقوم أي ناشط او معارض أو فيس بوكي تعاطف مع الشبيح حسان الشيخ أو مع الإيزيديين أو كرد عين عرب أو مع سريان الحسكة أو مسيحيي القريتين أو أي أقلية، لا أقبل إلا بأن يعبر عن استنكاره بأن يصف النظام وكل جيشه وأمنه ومناصريه بشكل واضح بالطائفيين القتلة، وذلك على جرائمهم في دوما وداريا والزبداني وحلب وإدلب، عدا ذلك فهو طائفي سأعامله كعدو لي حليف للنظام حتى لو ادعى أنه معارض، أيضا المعارض الذي يلهث للتفاوض بعد الآن بعيد عن تلك الشروط لابد أن يعامل كعدو للثورة أو خائن.
إيران تريد تشييع دمشق الأموية، وتهجير أهالي الزبداني وتقسيم سوريا طائفياً، والفضيحة أن مفاوضات التهجير الطائفي الإيرانية تجري برعاية الأمم المتحدة ومكتب ممثلها دي ميستورا، تماماً كما جرى إفراغ حمص بمفاوضات جرت برعاية الإبراهيمي، وأمين الجامعة العربية يدين قصفا تركيا لمواقع صالح مسلم ويصمت عندما يقوم باراك حسين أوباما بقصف معمل سلاح يزود جيش الفتح لمنعه من النصر، وأوباما يضغط على تركيا لوقف تنفيذ مناطقة آمنة ضد داعش ويترك داعش لتستولي على مناطق الثوار في تلك المنطقة ثم يساعد لاحقا حلفائه الذين هم حلفاء السفاح وإيران للاستيلاء على تلك المناطق لتنفيذ كانتونهم الانفصالي الخنجر في ظهر الثورة.
سقطت الأقنعة، والكل أسفر عن أحقاده الطائفية والتاريخية، واللعب الوسخ على المكشوف، فهل يتوحد الثوار، هل تضع النصرة مشروعها القاعدي خلفها إن كانت تريد حقاً مساعدة السوريين، هل يرحل معظم المعارضين ويتركوا الساحة للقوى الحقيقية على الأرض، هل ندفن مؤامرات دي ميستورا وقبله الإبراهيمي ونتصرف بوعي، هل نرمي بعض المعارضة المرتزقة المسماة داخلية وكل من حضروا مؤتمرات موسكو والقاهرة وكل مقرراتهم ورائنا، هل يتحرك أردوغان بعد أن تأخر كثيرا وها هو يدفع الثمن داخليا، هل تتحرك السعودية وقطر بعد أن باتت إيران على الأبواب بينما يضعون بيضهم في سلة لصوص المعارضة ويخضعون لضغوط عدوهم أوباما، هل يتحرك الحلفاء فالتاريخ لا يرحم، إما ان يكونوا رجال المرحلة أو سيسقط مشروع العدالة والتنمية إلى الأبد وستسقط الأنظمة في كل دول الخليج، وسيحتفل أوباما مع خامنئي ولو بعد حين بنهايتهم.
أما الثورة السورية فستنتصر ولو بعد حين، أنجزنا كل ما أنجزنا تقريباً بجهودنا مع شكرنا لبعض المساعدة، لكن العون الحقيقي لم يأتي إلا من الله وبسواعدنا وتضحياتنا فقدمنا نموذج صمود ونصر إعجازي لم يشهده التاريخ، فقد أطلقنا ثورتنا تحت شعار “ما لنا غيرك يا الله” وهو يكفينا مع أن الحصار مورس بأقصى صوره علينا، لا خطوط حمراء بعد اليوم، لا في الساحل ولا في أي مكان، والثورة ستنتصر بإذن الله وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

السلطة الرابعة : برلين : فواز تللو – سياسي سوري معارض

تنويه : مقالات الرأي تعبر عن رأي وفكر كاتب المقال , ولاتعبر بالضرورة عن رأي ” السلطة الرابعة “

شارك