السلطة الرابعة : محمد عبد الوهاب جسري : مالذي سمعه وفد الإئتلاف إلى موسكو !؟

السلطة الرابعة : محمد عبد الوهاب جسري : مالذي سمعه وفد الإئتلاف إلى موسكو !؟

الأسد هو الرئيس الشرعي للبلاد
هذه هي العبارة التي سمعها وفد الإئتلاف في موسكو، موسكو التي تحاول أن تختصر المشكلة السورية في موضوع بقاء أو رحيل الأسد ولا يدري المرء إن كانت موسكو صديقة للشعب السوري أم أنها صديقة للأسد.
لكن ما هو مفهوم الشرعية في العرف الموسكوي الحالي؟ غالب الظن أن الشرعية هي التي يؤمنون بها و يرسخونها في بلادهم قبل بلاد أصدقائهم تتجسد في استمرار فئة معينة في حكم البلاد، و عبارة “التدول السلمي للسلطة” غير واردة عندهم إطلاقاً، فـ بوتين يحكم البلاد رسمياً منذ عام 1999 ، لكنه كان يحكمها فعلياً منذ أن كان الرئيس السابق بوريس يلتسن على هرم السلطة، وقتها كان الذئب بوتين رئيساً للاستخبارت العامة التي تسيطر على كل مقدرات الدولة و تتحكم بها بما فيها غرفة نوم الرئيس ذاته. فلا عجب أن النظام الروسي الذي لا يؤمن بتداول السلطة أن يتمسك بترسيخ حكم فئة معينة لسورية و يوصف هذا الترسيخ بالشرعية التي يفصلها على مقاسه.
لكن ماذا عن العم سام و إيمانه بالديمقراطية و مفاهيمه للشرعية؟ و كيف استطاع أكثر من مرة أن يتلفظ هو و بعض من طاقم حكمه بلفظ أن الأسد فقد شرعيته ؟
لم تدع مجريات الأحداث التي تجري على الأرض شكاً بأن العم سام راضٍ كل الرضا عن الدور الذي يقوم به الأسد، و هو يشجعه دون أن يسجل على نفسه خطأً تاريخياً، بل على العكس، تصدر تصريحات تفيد بأن الأسد فاقد للشرعية بين الحين و الآخر من المسؤولين الأمريكان رفعاً للعتب لا عليهم و إنما على الديمقراطية و حقوق الإنسان التي يؤمنون بهم لإنسانهم، و لإنسانهم فقط، أو ربما لنوعية أخرى من البشر الذين يمكن اعتبارهم بمنزلة الإنسان، إذا ليس بعيداً من هنا عندما خرج بابا الفاتيكان ليقدم تعازيه بضحايا حادثة الانفجار التي حصلت في الصين مؤخراً فيما يكون غارقاً في ثباته عندما تعرض عليه أخبار سورية.
و الخبر الطازج اليوم هو اتفاق الروس و الايرانيين على أنهم يرفضون رحيل الأسد حتى بعد فترة حكم انتقالية لا يستبعد منها الأسد، و لا تفسير لهذا غير أن الروس و الايرانيين هم السكان الأصليون لسورية و أنهم هم من يختارون حاكمها، و أن الشرعية الوحيدة المقبولة على هذه الأرض هي الشرعية التي يؤمنون بها هم.

السلطة الرابعة : محمد عبد الوهاب جسري

شارك